"الدراما التليفزيونية جسدتنا فى صورة سيئة أمام المواطنين.. والحقيقة عكس ذلك" بتلك الكلمات استهلت سامية جمال محمد، أمين شرطة "سجانة" بسجن القناطر الخيرية حديثها ل"اليوم السابع". روت "سامية" تفاصيل يومها منذ الساعات الأولى من الصباح التى تنطلق فيها إلى محبس النساء، حتى عودتها مرة أخرى إلى منزلها، فقالت إن يومها يبدأ منذ الصباح الباكر بتوزيع المهام على الحارسات فى "العنابر" داخل السجن، وعادة ما يمر اليوم بهدوء دون وقوع مشكلات كما وضحت بعض المسلسلات، وأضافت أنها تتعامل مع النزيلات كأنهن أهلها. اعترضت "سامية" على طريقة تقديم الدراما المصرية لمهنة "السجانة"، والأدوار التى تقدمها السجانات فى السياق الدرامى خلال الأفلام والمسلسلات وكان آخرها مسلسل سجن النساء، الذى عُرض فى شهر رمضان المُنقضى، موضحة أن الواقع مُنافى تماماً لما يتم عرضه على شاشات التليفزيون أمام الجماهير. أكدت "سامية" أنه لا يحدث أى اعتداءات على النزيلات بالسجن، مشيرة إلى أن أهم ما يجب توافره فى السجانة هو الرحمة، ولكن بحدود حتى لا تُفسر بعضهن ذلك بأنه ضعف. وأشارت "سامية " إلى أن بعض النزيلات يدخلن السجن وهن فى حالة نفسية سيئة بسبب ابتعادهن عن أبنائهن أو فقدانهن الاتصال بهم، وأوضحت أنه يتم التعامل مع السجينات عن طريق أخصائية اجتماعية خاصة فيما يتعلق بالنواحى الأسرية، حيث يتم البحث عن أبنائهن ووضعهم فى دور رعاية حتى تنقضى مدة الحبس، بالإضافة إلى إيجاد وظيفة داخل السجن للأمهات اللاتى لا يوجد عائل لأبنائهن بالخارج. وقالت "سامية" إن من بين الحالات الأخيرة التى قام السجن بمساعدتها، نزيلة تركت أولادها بالخارج، ولا تعرف عنهم شيئا، حيث تم البحث عنهم، وإيداعهم بدار رعاية، وحالياً يزورونها كل 15 يوما. وأضافت أنه على الرغم من الحالات المتعددة التى تُقابلها يومياً، إلا أنها لا تؤثر على علاقاتها بأسرتها وبالمجمتع الخارجى الذى تعيش فيه، فهى تفصل تماماً بين كونها سجانة فى سجن تملأه المذنبات، وزوجة فى منزلها مع زوجها وبين أولادها. وتابعت "سامية"، أنه أحياناً تحدث مشاجرات بين السجينات، وأنها تتعامل مع مشاجراتهن بكل هدوء، وعبرت قائلة "بمجرد دخولى العنبر الكل بيسكت"، وأكدت أن أهم شىء هو كيفية التعامل مع المشكلة، حيث يتم إخراج المشاركات فيها إلى إدارة السجن لاتخاذ اللازم سواء كان بلاغا أو حبسا انفراديا. فى السياق ذاته أكدت "سامية"، أن فى بعض الأحيان يحاول أقارب السجينة إدخال بعض الممنوعات إليها مثل "الحشيش، والبرشام" وغيرها من المواد المخدرة، لافتة إلى أنه تم إلقاء القبض على العديد من الحالات، موضحة أنه إذا كانت السجينة مدمنة يتم إداعها مستشفى السجن حتى الشفاء. وعن المثل القائل "ياما فى الحبس مظاليم" قالت سامية إن السجينات لا يعترفن بجريمتهن ويشعن طوال الوقت أنهن أبرياء ومظلومات، مشيرة إلى أنها تتعامل معهم كأمانة لديها ولا تعرف إذا كن مظلومات أم ظالمات. من ناحية أخرى قالت "سامية"، إن هناك سجينات مجتهدات، حيث إن بعضهن أكملن تعليمهن بالسجن، فمنهن من حصلن على محو الأمية وتعلمن حتى الثانوية العامة، وأخريات تعلمن من المرحلة الابتدائية حتى البكالريوس وحصلن على الماجيستير أيضا. ونصحت "سامية"، كل من تفكر فى الوقوع فى الخطأ أو ارتكاب جريمة تؤدى بها إلى السجن أن تتجنب ذلك قائلة "بنصح كل حرة تحافظ على نفسها وتبعد عن هنا ومتديش نفسها لحد". أخبار متعلقة تداعيات أزمة "سجن النسا".. السجانات: مخالف للواقع.. و"الداخلية" تتحرى عنا كل 6 أشهر.. وأسرة المسلسل ضللتنا.. والمنتج يعتذر لهن.. ونيللى كريم ترد: لستم جهة رقابية.. والمؤلفة: "أنا أؤلف اللى عاوزاه"