هزتنا وأثارت رعبنا جرائم داعش المروعة فى العراق وسوريا واستنكار العالم أجمع للمذابح الجماعية ولمشاهد التدمير والخراب والقتل وقطع الرءوس والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان من تهجير واغتصاب للنساء وغيرها من الجرائم التى تنذر بنهايه العالم. وفكرت كثيرا فى الأمر ونظرت حولى فى كل مكان ووجدت معظمنا يعيش بنفس المنطق، وأن الكثير منا داعشيون ولا نفرق كثيرا عن داعش الإرهابية إلا فى الشكل الظاهرى وبعض التفاصيل ولكن بنظرة واقعية حقيقية نجد الكثير منا داعشيون فاشيون فاجرون فاسدون مغيبون. وسألت نفسى؟ أليس كل من تولى منصب سياسى أو قيادى وقام بسرقة ونهب خيرات وثروات وأراضى الوطن وأفسد الحياة السياسية والمجتمعية والاقتصادية هو أقذر من داعش؟ أليس كل من يسرق الأعضاء البشرية من كلى وكبد ويتاجر بها فهو داعش؟ أليس نزول الأطفال للعمل وتعذيب اليتامى فى الملاجئ وتزويج القاصرة لكهل وضرب التلاميذ المبرح والدروس الخصوصية فى المدارس فهو من أعمال قبائل داعش؟ أليس كل من يسرق آثار مصر ويتاجر بشرفها وعرضها وحضارتها لمن يدفع أكثر فهو أرخص من قتلة داعش؟ أليس كل من يضطهد ويرهب آخر لدينه أو لاختلاف مذهبه أو لعدم موافقته على رأيه ويحلل قتله أو تهجيره أو حرق منزله أو معبده أو خطف زوجته أو بنته فهو أحقر من داعش؟ أليست سيطرة رجال الدين فى كل الأديان وفتاوى المضللين على أحلام البسطاء وتحليلهم للحلال والحرام من أعمال داعش؟ أليس زنا المحارم وزواج الشواذ وقتل الأزواج لزوجاتهم والآباء لأولادهم ومهازل الطلاق ودفع النفقة ومحاكم الأسرة ورؤية الأطفال من صلب أفعال داعش؟ أليست حوادث القتل والثأر والخطف والترويع والبلطجة وزرع القنابل وقتل جنودنا من الجيش والشرطة فى كل أنحاء مصر هى من أفعال قبائل داعش؟ أليس مهانة المعاشات وفضائح المستشفيات اليومية وفشل منظومة التعليم والطرق ووسائل النقل والتى تودى بحياة المئات دون ذنب من أفعال داعش؟ أليس الصراع على المناصب واحتكار السلطات والشكاوى الكيدية والغيرة والحقد القاتل لنجاح الآخرين وفضح عوراتهم فى وسائل الإعلام الموجهة المرتشية ومصادرة الرأى، وتقييد الحريات وبث الإشاعات والأخبار الكاذبة لإحداث الفوضى وهدم كيان المجتمع من أعمال داعش؟ أليس خيانة الوطن بالسماح لمنظمات مشبوهه تمول من الخارج لتقسيم الوطن وتشجيع الجماعات الدينية المتشددة المتطرفة لتكوين أحزاب وجماعات ونقابات لتجنيد شباب الوطن بأفكارهم المسمومة وإقحامهم فى العمل السياسى جريمة اقذر من جرائم داعش؟ أليس الكثير والكثير والكثير التى لا يكفى مجلدات لذكرها فالكثير منا داعشيون ولكننا للحسرة وللأسف مصريون.