سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جريمة جديدة بالمرج.. صاحب مخبز وأعوانه يفتحون الرصاص على الأهالى عشوائيا ويقتلون محامى بسبب "نصف جنيه عيش".. الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة لتصادف مروره وسط مشاجرة بالأسلحة..ووالده: قتلوا ابنى فى عيد جوازه
دقائق قليلة كانت تفصله عن الاحتفال بعيد زواجه للعام الرابع، حيث توجه لإحضار السيارة من الجراج تمهيداً للخروج مع زوجته وبدء مراسم الاحتفال بمرور العام الرابع على زواجهما بعد قصة حب كبيرة جمعت الاثنين، لكن رصاصة غدر عطلت الزوج عن الذهاب لزوجته بمنطقة المرج فى القاهرة، حيث اندلعت مشاجرة بين صاحب مخبز وأحد الزبائن بسبب "نصف جنيه عيش" وأثناء إطلاق الرصاص الكثيف تصادف مرور الزوج بالمكان فسكنت رصاصة رأسه ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال، بينما طال انتظار الزوجة بالشقة فتسلل الشك إلى قلبها هرعت إلى مكان الجراج فاكتشفت وجود زوجها وسط بركة من الدماء، فبدلاً من أن تخرج برفقته ليتنزه الاثنان، خرجت معه لتودعه إلى مثواه الأخير. img src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/Kateeel/1.jpg" alt="أسرة القتيل تروى لمحرر "اليوم السابع" تفاصيل الجريمة" title="أسرة القتيل تروى لمحرر "اليوم السابع" تفاصيل الجريمة"/ أسرة القتيل تروى لمحرر "اليوم السابع" تفاصيل الجريمة التقى "اليوم السابع" والد القتيل "محمد.م" الشهير ب"ميدو" حيث الحسرة والدموع والأصوات الممزوجة بالألم والحزن على الفراق، حكى الرجل قصة ابنه شهيد رغيف الخبز بحروف تخرج من شفتيه بصعوبة وظهره قد انحنى بفعل الحزن. وقال الأب أقيم هنا فى منطقة المرج منذ عدة سنوات، وتزوجت وأنجبت ابنى "ميدو" و"شاهندا" واكتفيت بهما، حيث ملأ الاثنان الدنيا علينا فرحة وبهجة، وبالرغم من أن "ميدو" كان الولد الوحيد، إلا أنه كان منذ نعومة أظافره جادًا وخلوقًا وكنت أتعامل معه على أنه شقيقى الأصغر وليس ابنى، فكنت أعتمد عليه فى كل شىء، خاصة بعدما حصل على ليسانس الحقوق وعمل بالمحاماة ومع ذلك كان ينتهى من عمله، ويأتى إلى المحل الذى أملكه وأبيع فيه الأدوات الصحية لمساعدتى، فكانت يدى دائما تتجه إلى السماء تدعو لها بما طاب من الدعاء. القتيل وتابع "الأب" كان أسعد يوم فى حياتى عندما رأيت فلذة كبدى عريسا فقد تزوج وأقام لدينا فى نفس المنزل فى شقة بالطابق الأعلى، وكانت روحى متعلقة به وكأنه الهواء الذى أتنفسه "هو فيه حد يقدر يستغنى عن الهوا 5 دقايق يا عالم"، ومرت سنوات 4 على زواج "ميدو" ولم ينجب لكننا كنا مؤمنين بأن هذا قضاء الله وقدره. وعن يوم الحادث يقول "الأب" حضر ابنى كعادته فى الصباح الباكر إلى المحل وطلب منى مفتاح السيارة، معللا ذلك بأن اليوم يوافق الذكرى الرابعة لزواجه، وأنه اتفق مع زوجته على الخروج بالسيارة والتنزه، فأسرعت بتقديم المفتاح إليه ودعوت له بمزيد من الدعوات الصالحة، وتمنيت له وقتا سعيداً مع زوجته، واتجه ابنى لإحضار السيارة التى كانت موجودة بجراج بالقرب من مخبز عيش حتى يذهب بها إلى زوجته ثم يخرجا معاً، لكنه تأخر كثيراً وعرفت من الأهالى أن هناك مشاجرة بالرصاص أمام المخبز وأسرعت إلى هناك فاكتشفت أن ابنى قتل. المجنى عليه يوم زفافه يبكى الأب ويكمل حديثه قائلا "قتلوا ابنى منهم لله..ابنى كان ماشى فى الطريق ولا ليه فى الطور ولا الطحين طلعت رصاصة غدرت قتلت أحلامه"، مات ابنى ولطخت الدماء ملابسه الجديدة التى اشتراه للخروج بها مع زوجته، بسبب مشاجرة اندلعت بين صاحب المخبز "عبد الهادى.م" وأحد الزبائن الذى حضر لشراء ب"2.5 جنيه" خبز فأعطوه بنصف جنيه فقط، وطردوه من أمام المخبز بعد التعدى عليه بالضرب، وغادر الرجل المكان وعاد برفقة أقاربه لينتقم لكرامته، إلا أن صاحب المخبز و3 آخرين استلوا مجموعة من البنادق الآلية وصعدوا أعلى المنازل وفتحوا الرصاص على الجميع، وتصادف مرور ابنى بالمكان فسكنت رصاصة رأسه أودت بحياته فى الحال، مات ابنى الوحيد، مات الحلم والأمل فى بكرة، راحت العصا التى كنت أتوكأ عليها فى شيخوختى قتلوه قبل أن أرى ذريته، راح كل شىء ولم تبق إلا الأحزان تعتصر القلوب وتنهش فى الأبدان، نحلم بالقصاص العادل الذى يطفئ هذه النيران الملتهبة فى القلوب والعقول، مضيفا أن قوات الأمن عندما حضرت للمكان ودخلت المخبز اكتشفت وجود ترسانة أسلحة نارية بالمكان، حيث يستخدمها صاحب المتهم فى إرهاب المواطنين، لافتا إلى أن السلاح انتشر فى المنازل وأصبح يباع فى الشوارع فى وضوح النهار وسط غياب أمنى تام، فضلا عن اتفاق صاحب المخزن مع العناصر السرية للشرطة للاتصال به قبل وصول الحملات الأمنية، أو مباحث التموين مقابل حصولهم على رواتب شهرية منه. img src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/Kateeel/4.jpg" alt="أسرة القتيل مع محرر "اليوم السابع"" title="أسرة القتيل مع محرر "اليوم السابع""/ أسرة القتيل مع محرر "اليوم السابع" والتقطت شقيقة القتيل أطراف الحديث من والدها قائلة كان "ميدو" أقرب الناس إلى قلبى، كان يعتبرنى مثل ابنته وليس شقيقته، لا أعرف كيف تستمر الحياة بدون "ميدو" فلا طعم ولا لون لها، إنهم اغتالوا الفرحة التى كانت تملأ القلب والبسمة التى كانت تغمر المنزل. حاولت الزوجة الحديث عنه لعدة دقائق لكن الدموع هزمتها، وتوقفت الحروف بداخلها واكتفت بقولها "حسبى الله ونعم الوكيل". قتيل رغيف الخبز محمد ميدو وقال أشرف عبد الرحمن أحد أصدقاء القتيل، الشوارع والأماكن تبكى "ميدو"، الحزن يتقاسمه الجميع، وصور الشهيد تملأ النوافذ، فالجميع يطالب بالقصاص وسرعة القبض على الجناة الهاربين.