نستيقظ كل يومين أو ثلاثة على حادث قد التهم أرواحاً عزيزة من بيننا.. حوادث طرق.. حوادث داخل المدارس.. حالات تسمم.. إهمال فى المستشفيات بل قد لا يجد المريض أساسا الاستقبال أو العلاج الذى يلزمه.. نزاعات بين عائلات أو قبائل لا تستطيع الشرطة فضها.. وتكون النتيجة التى نشاهدها دوما هى عزاء المسؤل فلان أو الوزير علان بعد توجه لمكان الحادث.. والتوصية باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل المصابين أو دفنهم.. ودفع تعويضات لأهالى الضحايا هى أقرب لاستفزازهم أكثر من مواساتهم.. نفس السيناريو بعد كل كارثة.. ولم نسمع مرة عن محاسبة المسئول فلان أو البحث فى قوانين تحاسب كل من لم يراع الله فى عمله والأهم هو العمل بتلك القوانين. ندور فى دائره مغلقة من فقد الأحبة والشكوى إلى الله وضرب الكف على الكف والحسبنة.. والإهمال والاستهتار يخيم على جميع المصالح والعاملين بها من أكبرهم إلى أقلهم سلطة . نطالب بقوانين رادعة تنفذ بحزم وسرعة (كالأحكام العسكرية) على كل من يتوانى عن تأديه وظيفته باستقامة.. فالفساد والإهمال والاستهتار بأرواح البشر وعدم محاسبة أى مسئول أصبحت صفات تميزنا عن باقى الشعوب.. فقد غرقنا منذ أكثر من ثلاثين عام فى هذا المستنقع.. ونتمنى أن نخرج منه.