ينتشر فيروس سى فى مصر انتشارا كبيرا، حتى يكاد لا يوجد بيت مصرى إلا وبه مريض بهذا الفيروس، وحسب بعض الإحصائيات فإن المرضى يصلون إلى ما يقرب من 18 مليون مريض، ما بين شخص مصاب بالمرض، وآخر يحمله دون أن يدرى. ويقول الدكتور هشام أيوب، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى، وعضو الجمعية الأوروبية لدراسة الكبد، فيروس سى من الأمراض الصامتة، والتى قد لا يشعر بها المريض إلا فى حالة الفحص العشوائى أو بالمصادفة، مضيفًا أن هناك بعض الأماكن التى تساعد على نشر هذا المرض مثل طبيب الأسنان.. يعتبر المتهم الأول لنقل هذه الفيروسات الكبدية من شخص إلى آخر، حيث إن غالبا ما تتعامل آلات الطبيب مع دم المصابين، وبالتالى تنقل المرض إلى شخص آخر، لذلك تأكد أن الطبيب قام بتعقيم أدواته وإذا كان هناك حقن يجب أن تفتح أمامك. - الحلاق التعامل مع أدوات الحلاقة، يعنى تغير الموس، والشفرات، وهو الأمر المكلف لتلك الفئة، لذا يلجأون إلى استخدام تلك الأدوات عدة مرات، لذلك ينصح بضرورة إحضار أدواتك الشخصية معك وأنت ذاهب إلى الحلاق. - الكوافير استخدام المبرد للتعامل مع الأظافر والجلد، وتسببه فى جروح غير ظاهرة، وهذا الجرح ينقل الفيروس إلى المبرد، ويتم انتشاره بين المترددين على المحل، لذلك ينصح بضرورة إحضار أدواتك معك. - التبرع بالدم التعامل مع العربات غير المضمونة يساعد على انتشار فيروس سى، خاصة أنه غالبا لا يكون هناك أى اهتمام بنظافة وسلامة أو أمن المكان، لذلك إذا أرادت أن تترع بالدم فتبرع بالأماكن المخصصة لها، مع ضرورة فتح الإبرة والسحب أمامك. - المستشفيات من أكثر الأماكن التى تنتشر بها الجراثيم والفطريات، لذلك يجب الحذر إذا كنت مقيما بتلك المستشفى أو على وشك الدخول إلى جراحة. - الوشم من الأماكن التى تسبب انتشار هذا الفيروس، حيث تتعامل آلات الوشم مع الجلد وتسبب جروحا وتقرحات، وبالتالى تساعد على نقل الفيروس من شخص إلى آخر. - الغسيل الكلوى تعمل أجهزة الغسيل الكلوى على تنقية الدم، وبالتالى مروره على جهاز يستخدمه أكثر من شخص، لذلك يصبح من أكثر الأماكن التى تنقل هذا الفيروس. - المخدرات يعتمد بعضها على استخدام الإبر وانتقالها من شخص إلى آخر فبالإضافة إلى أضرار المخدرات فإنها طريقة لنقل فيروس الوبائى سى، وبى، والإيدز. ومن جهة أخرى يقول الدكتور أحمد الدرة، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى، ينتقل فيروس سى عن طريق الدم، بسبب وجود جرح جديد وملامسة الفيروس، ويبدأ هذا الفيروس فى الدخول إلى الجسم والبحث عن الخلايا الكبدية، ثم مهاجمتها، مشيرا إلى أن هذا الفيروس خطير فهو يحمل جينات أورام سرطانية، ويؤدى فى كثير من الحالات إلى الإصابة بالتليف الكبدى أو سرطان الكبد. ويضيف عندما يهاجم هذا الفيروس الكبد يبدأ الجسم والجهاز المناعى فى ضخ أجسام مناعية لمهاجمة الفيروس، وتبدأ الخلايا الكبدية فى إفراز مادة الإنترفيرون الطبيعية، والتى تقتل هذا الفيروس، لذلك قد يستوطن الفيروس جزءا من الكبد ويظل فيه لفترات طويلة، وغالبا لا يتم اكتشاف الإصابة إلا صدفة. ويتابع درة كلما كان الكشف مبكرا كان العلاج أفضل وأسهل، مضيفا أن 100% من الحالات يتم شفاؤها بشكل تام خلال السنة الأولى من الإصابة، بينما تقل تلك النسبة ويتعرض الشخص إلى حدوث انتكاسة مع الوقت، وقد يصاب بالفيروس مرة أخرى، لذلك ينصح بإجراء اختبار "البى سى ار" أو تحليل الأجسام المضادة كل 6 أشهر، وهو من التحاليل البسيطة والرخيصة وتزيد من اطمئنان الشخص على حياته وعلى الكبد على وجه الخصوص.