اعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستين لاغارد، السبت، أن استمرار تراجع أسعار النفط الخام قد يدفع دول مجلس التعاون الخليجى إلى مواجهة عجز فى موازناتها. وقالت لاغارد للصحفيين إنه إذا بقيت أسعار النفط عند هذا المستوى، فذلك قد يؤدى إلى تراجع 8 فى المائة فى إجمالى الناتج الداخلى لدول مجلس التعاون الخليجى وإغراق عدد منها فى عجز مالى. ولاغارد التى شاركت فى اجتماع وزراء مالية وحكام المصارف المركزية فى دول مجلس التعاون فى الكويت حضت الدول الأعضاء على إصلاح اقتصادياتها، واتخاذ إجراءات لتحسين المالية العامة، لكنها أضافت أن هذه الدول تملك الكثير من الموارد التى تؤهلها لتخفيف الانعكاسات المباشرة لمثل هذا العجز. ويضم المجلس السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان وقطر والبحرين، وتنتج هذه الدول يوميا 17 مليون برميل من النفط، وتشكل عائدات النفط فى معظمها 90 بالمائة من موارد الدولة. وتراجع سعر برميل النفط بنسبة 25 بالمائة منذ يونيو الماضى بسبب تزايد الإنتاج، وضعف الطلب والقلق بشان النمو العالمى، واعتبر الوزير الكويتى أنه بات من الضرورى القيام بإصلاحات اقتصادية فى دول مجلس التعاون، حيث ما انفكت النفقات العامة ترتفع، وأكد ضرورة تعزيز الاستثمار والقطاع الخاص. وقال "يتعين تنفيذ اصلاحات شاملة للاقتصادات لاحتواء النفقات العامة وتنويع مصادر الدخل بما يقلص الارتهان للنفط"، وأضاف أن تطبيق هذه السياسات بات أمرا لا مفر منه. وبحسب معهد المالية الدولى فإن دول مجلس التعاون النفطية راكمت، بفضل ارتفاع أسعار النفط فى العقد الأخير، احتياطيا ماليا بقيمة 2450 مليار دولار.
