نشرت الفايننشيال تايمز، تقريرا يرصد ما يحققه الصراع فى بلدة "كوبانى" أو"عين العرب" بين وحدات حماية الشعب الكردى ومليشيات تنظيم داعش الإرهابى من إحياء للطموحات القومية لأكراد المنطقة. ويرى التقرير أن بلدة كوبانى بين حدود سورياوتركيا تحولت إلى نداء للأمة الكردية التى يبلغ عددها 30 مليون نسمة، موزعة بين سورياوالعراقوتركيا وايران، حيث يجذب بلاء المقاتلين الأكراد فى البلدة رغم نقص أسلحتهم تعاطف بنى جنسهم فى البلدان الأخرى. ويقول التقرير إن فكرة الدفاع عن مدينة الكوبانى وبلاء الأكراد أمام مليشيات داعش، تجعل قياداتهم تفكر فى استغلال الفوضى فى كل من العراقوسوريا وتكوين تحالف مؤثر فى المنطقة مع الدول الغربية. وبدأت الطموحات الكردية فى النمو بعد رؤية "صالح مسلم" زعيم وحدات حماية الشعب الكردى فى سوريا فى مباحثات ودية مع "مسعود برزانى" رئيس إقليم كردستان فى العراق، وهو الأمر الذى لم يكن وارد الحدوث فى الماضى، ولكن يبدو أن الزعماء الأكراد وجدوا نقطة تجمعهم فى التهديد الذى تفرضه "داعش" عليهم. ويحاول زعماء الحركات الكردية استغلال توافق الإدارة الأمريكية وتنسيقها معهم فى المعارك التى يخوضها ضد "داعش" بريا، رغم اعتراض بعض الأطراف مثل تركيا التى ترغب فى تصنيف "وحدات حماية الشعب الكردى" كمنظمة إرهابية لقربها من حزب العمال الكردستانى الذى تعتبره أمريكا تنظيما إرهابيا. ويرى التقرير أن الحروب الأهلية والانشقاقات لا تزال تهدد الحركات الكردية، ولكنها فى الوقت الحالى تعمل بشكل منسق قد يؤدى إلى تكوين دولة كردية فى المستقبل على أنقاض فوضى المنطقة.