فشلت مبادرة طرحها المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" بالأردنى همام سعيد، فى إنهاء الخلاف الذى بات يهدد وحدة المكون السياسى الأكبر فى البلاد، خصوصاً بعد انسحاب قيادات بارزة من جلسة طارئة عقدها مجلس شورى الجماعة مساء الخميس الماضى، احتجاجاً على خلو المبادرة من استقالة المراقب ومساعديه، والتعهد بإجراء انتخابات مبكرة. وذكرت صحيفة «الحياة» اللندنية، بعددها الصادر الأحد، أنها علمت من قيادات «إخوانية» مطلعة أن الجلسة التى عقدت وسط تكتم شديد، شهدت نقاشات حادة بين غالبية المجلس الذى يسيطر عليه تيار «الصقور»، وأقلية تمثلها قيادات تيار "الحمائم". وعُلم أن الجلسة شهدت انسحاب قيادات مهمة تتبع «الحمائم»، كان أهمها الأمين العام السابق لحزب «جبهة العمل الإسلامى» حمزة منصور، ورئيس مجلس النواب السابق عبد اللطيف عربيات. وتضمنت مبادرة مراقب «الإخوان» نقاط عدة كان أبرزها الفصل بين السلطات، وانتخاب المراقب من الهيئة العامة، وتقليص صلاحيات المكتب التنفيذى، إضافة إلى تعزيز دور القضاء والرقابة، وتمكين الشباب والمرأة. كما تضمنت تعديل اللوائح الانتخابية بما يضمن إلزامية التداول على المواقع القيادية، وإسقاط شرط دفع الاشتراكات المالية للناخبين. وقال قيادى فى المكتب التنفيذى طلب عدم ذكر اسمه، إن «مبادرة المراقب التزمت جدولة مطالب الطرف الآخر فى مدة أقصاها نهاية العام». وأضاف: «بادر المراقب إلى طرح حل توافقى يضمن المباشرة بتعديل اللوائح الانتخابية خلال شهر، وإجراء تعديل على المكتب لتصبح مهمته متابعة التعديلات على القانون الداخلى، والذهاب إلى انتخابات مبكرة فى الربع الأول من العام المقبل». وأكد أن غالبية المجلس «وافقت على مبادرة المراقب، باستثناء أقلية قدمت تحفظات عديدة لم تكن مبررة». لكن القيادى فى "الحمائم" جميل دهيسات، قال إن "المبادرة التى قدمها المراقب لا تعدو كونها محاولة للاتفاف على المطالب الإصلاحية". وتابع: "النقاط التى تضمنتها المبادرة لا تعبّر بأى حال عن المطالب الداعية لحل المكتب التنفيذى وتشكيل مكتب توافقى يصوب الأوضاع ويدير الانتخابات ويجرى التعديلات المطلوبة على القانون الأساسى". وشكّك بنتائج أى انتخابات داخلية مقبلة قد يشرف عليها المكتب الحالى، وقال إن "الانتخابات المبكرة ستكون انتخابات مفصلة، والذى سيديرها سيؤثر حتماً فى نتائجها". كما حذر من إمكان المضى باعتماد مبادرة المراقب، قائلاً إن "الخلافات داخل الإخوان باتت تعصف بوحدتهم، والمضى بالمبادرة سيدفعنا إلى مزيد من الخلاف والفرقة والضعف". ولم تنطفئ نار الخلاف فى صفوف الجماعة الأردنية منذ أن أصدرت محكمة داخلية قراراً فى أبريل الماضى بفصل ثلاثة من أبرز قادة "الحمائم" لإنشائهم "مبادرة إصلاحية" عرفت باسم "زمزم".
