غادر قطار فاخر يربط بين المجر وإيران بودابست للمرة الأولى أمس الأربعاء، متجها إلى طهران وعلى متنه 70 راكبا فى رحلة يعبر خلالها منطقة البلقان ومضيق البسفور وإقليم كردستان العراقى قبل الوصول إلى إيران. وتكلف رحلة القطار -التى تستغرق أسبوعين- الراكب الواحد ما بين تسعة آلاف جنيه إسترلينى على الأقل (14333 دولارا) إلى 25 ألف إسترلينى لمن يريد الحصول على الخدمة الكاملة التى تتضمن التمتع بحمام خاص وبرنامج لزيارة مواقع سياحية ومشاهدة المواقع الساحرة التى تمتد على طول الطريق البالغ حوالى 7000 كيلومتر. وقال تيم ليتلر مؤسس شركة (جولدن إيجيل) المشغلة للقطار، إن تذاكر الرحلة الأولى نفدت بعد عشرة أيام على طرحها. وأضاف أنه يعتزم تسيير أربع رحلات أخرى العام القادم. وأبلغ ليتلر رويترز من داخل القطار الذى تجره قاطرة تعمل بالبخار "هناك فجوة هائلة فى صناعة السياحة لمن يريدون السفر إلى إيران لكنهم يرغبون فى ضمان الراحة والسلامة." وقال "يوفر القطار هذين الشيئين... السفر بالقطارات الفاخرة يكلف حوالى 1000 إلى 2000 دولار يوميا وتكلفة هذه الرحلة فى هذا النطاق." وربما يحمل القطار ثروة تزيد على الناتج الاقتصادى السنوى لبعض الأماكن التى يعبرها، لكن ليتلر قال إن ذلك لم يسبب مشكلات أمنية لشركته. وقال "واجهنا مشاكل أمنية فى روسيا عندما بدأنا العمل قبل 25 عاما. سافرنا إلى مناطق كانت تشهد مجاعات ووصلنا بقطار ملىء بالكافيار وسمك الحفش وخمور فاخرة." وأضاف أن بعض البلدان عرضت مساعدة إضافية. وقالت الحكومة الإيرانية -التى أعلنت أنها ستنفق بكثرة لتنمية صناعتها للسياحة- أنها ستنشر حراسا داخل القطار. وجوهر الخدمة أربع عربات اشتراها رجل أعمال بريطانى آخر هو هاورد تريندر من هيئة البريد المجرية، وقام بتطويرها لتصبح عربات سفر فاخر للنوم بتكلفة بلغت مليون دولار للعربة الواحدة. وقال تريندر وهو يمسك زجاجة من الجعة (البيرة) فى عربة احتساء الخمور "شيدنا العربات الأربع الفاخرة بتمويل منى وقمنا بالتسويق لها فى المملكة المتحدة. اقترح تيم فكرة أن تكون الرحلة إلى طهران، وكانت إجابتى الأولى هى لا." لكن ذلك تغير بعد نقاش مطول بينهما. وتغلبت الشركة على سلسلة من المشاكل منها ضمان التزود بالوقود لعربة توليد الكهرباء والحصول على التصاريح اللازمة فى خمس دول وتفادى العقوبات المفروضة على إيران. وبودابست نقطة انطلاق الرحلة لأنها مقر القطار.