سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتهازية أهم ما يميز السياسة التركية فى المشرق العربى.. أردوغان يسعى لتحقيق مكاسب إقليمية وتقسيم دول مجاورة لصالح أوهام "السلطنة" واستعادة أحلام "الإمبراطورية العثمانية"
تتميز السياسة التركية تجاه ما يجرى فى المشرق العربى بالانتهازية الشديدة والرغبة فى تحقيق مصالح على حساب الآخرين، وهذا أمر مشروع فى تغليب الدول لمصالحها على غيرها ولكن الأمر فى الحالة التركية يختلف لأن موقف «أنقرة» قد يتعارض على المدى الطويل مع مصالحها المباشرة إذ إن التنظيمات ذات الطابع الإرهابى لا تتعايش مع النظم القائمة ولا تؤمن بفكرة الدولة المستقرة، ويبدو أن «أردوغان» يسعى لتحقيق مكاسب «إقليمية» وتقسيم دولٍ مجاورة واستقطاع أجزاء منها لصالح أوهام «السلطنة» واستعادة أحلام «الإمبراطورية العثمانية»، إن «تركيا» ترفض مواجهة «داعش» بدون ثمن فى موقف يتشابه من حيث المنهج مع الموقف الإيرانى فى هذا السياق خصوصًا أن كثيرًا من الأخبار قد تسربت عن دعم «لوجيستى» تركى لبعض عناصر «داعش» القادمة من الدول الأوروبية بدعوى إسقاط نظام «الأسد» فى «سوريا». ولكن الذى حدث هو أن تلك الجماعات المتطرفة من الشباب الأوروبى قد وفدت إلى المنطقة لتمارس نشاطًا إرهابيًا تحت شعاراتٍ مضللة وأفكارٍ لا تمت لصحيح الإسلام بصلة، بل إنه لا يخالجنا شك فى أن تلك التنظيمات الإرهابية مخترقة بالضرورة من أجهزة الاستخبارات المختلفة كما أن بعضها ينفذ أجنداتٍ خفية لدولٍ خارج المنطقة، ولن أدهش كثيرًا إذا بلغ مسامعنا أن «الموساد الإسرائيلى» متواجدٌ بين صفوف تلك الجماعات الإرهابية يخترقها ويوجه مسارها لخدمة أهداف الدولة العبرية العدوانية العنصرية ذات التطلعات التوسعية، وتقف «تركيا» على مسافة واحدة من «إسرائيل» و«العرب» ولا تجعل لمبادئ الإسلام التى يرفعها حزب أردوغان تأثيرًا حقيقيًا فى جوهر سياستها! بل أظنها تتوقع أن يجرى تقسيم «العراق» وتمزيق «سوريا» وإنهاء الملف الكردى فى الأراضى التركية، إنها أوهام الزعامة وأحلام الهيمنة.