سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور .. معديات الموت بأسيوط وسيلة نقل تغتال حياة البسطاء.. الأهالى يستقلونها للتنقل بين الشرق والغرب.. وتتحول بسبب الإهمال لأداة لحصد الأرواح..والمحافظ: لجان دورية للتفتيش على سلامة العبارات
ما بين الشرق والغرب وفى عرض مياه النيل تُفقد عشرات الأرواح لننتشلها جثثا هامدة، وربما اتخذها السمك وجبات مختلفة له على مدار أيام، ذلك هو حال البسطاء الذين يستقلون المعديات النهرية كوسيلة للتنقل بين الشرق والغرب وعبور نهر النيل بقصد قضاء حوائجهم بالأسواق أو الذهاب لدفن ميت أو ذهاب أبنائهم للمدارس والذهاب أيضا للعلاج فى العيادات أو المستشفيات. وجود سكان تلك المناطق على حواف متطرفة من نهر النيل جعل لهم التنقل بعرض المياه المنفذ الوحيد لقضاء المصالح والدراسة وخلافة لينتهى بهم الأمر بالغوص فى عرض المياه. ففى محافظة أسيوط توجد أكثر من معدية نهرية تربط ما بين الشرق والغرب منها معدية البدارى، التى تربط ما بين مركز البدارى بأسيوط ومركز طما بسوهاج ومعدية ساحل سليم، التى تربط بين مركز ساحل سليم بناحية الشرق ومركز أبو تيج بأسيوط ناحية الغرب، وكذلك معدية أبنوب التى تربط بين مركز أبنوب بأسيوط ومركز منفلوط بنفس المحافظة. وفى مركز البدارى نجد المعدية الأكثر صعوبة والأكثر تهالكا فى نفس الوقت المعدية يستقلها أهالى قرى البدارى القاطنين لقرى المركز جنوبا، وهو ما يجعل الوصول للمركز نفسه صعبا جدا، فقرى نجوع المعادى والهمامية تبعد عن مركز البدارى بأكثر من 60 كيلو مترا، ما يجعل استقلال المعدية لمركز طما أسهل وأوفر فى الوقت. وفى نفس السياق فإن تلك المنطقة تخلو تقريبا من المدارس فيضطر التلاميذ بالمرحلة الابتدائية والإعدادية للذهاب لمدارس قرية "السكساكة" بمركز طما وهو ما يعتبر أمرا بالغ المشقة بالنسبة للأطفال الذين يخرجون صباحا ويعبرون النهر فى الذهاب لمدارسهم دون حارس. ومن ناحية أخرى بدأت محافظة سوهاج فى إنشاء الكوبرى العلوى الذى يربط بين قرية كوم العرب غربا بمركز طما وقرية العتمانية شرقا بمركز البدارى منذ 4 أعوام، إلا أن الأحداث الأخيرة بالدولة وكذلك ثورتى 25 يناير و30 يونيو حالت دون استكمال الكوبرى الذى توقف لفترة كبيرة، وكان من المفترض أن ينتهى العمل منه ويتم تسليمه فى 2015 إلا أن ذلك التعطيل انتهى بالتأخر فى تسليم الكوبرى. الجدير بالذكر أن العبارة النهرية التى يستقلها الأهالى بمركز البدارى للوصول لأسواق ومحلات مركز طما ومدارس أبنائهم متهالكة منذ عشرات السنين، قد وقعت بها قبل ذلك أكثر من حادثة، وذلك حسبما رواه محمد فرج أحد سكان منطقة الهمامية التى يوجد بها مرسى العبارة النهرية، وأكد أن آخر تلك الوقائع كان منذ عامين حينما كان يستقل سيارة ملاكى مهندس وأبناؤه الثلاثة وزوجته بعد عودته من زيارة لأحد أقاربه بمركز البدارى وأثناء دخوله المعدية طلب منه سائقو السيارات خلفه التقدم للأمام حتى يتمكنوا من تسكين سياراتهم خلفه إلا أن القدر لم يمكنه من التقدم بسلام فانجرفت السيارة وسقطت على عمق كبير من المياه وظلت فرق الإنقاذ تحاول البحث عنهم لفترة طويلة جدا حتى تم استخراج الجثث ال5 بعد فترة. وطالب علاء عز الدين "مدرس" وأحد سكان قرية نجوع المعادى أن يتدخل المسئولين لسرعة إنهاء كوبرى طما – البدارى، مؤكدا أن الكوبرى سينهى صعوبات لا حد لها ولا وصف -على حد قوله- وكذلك فانه سيخلق فرص عمل كثيرة وجديدة بين المركزين. وتحتل عبارة مركز ساحل سليم أبو تيج أهمية بالغة بين المركزين وذلك نظرا لقرب المسافة بين المرسيين، ما يجعل هناك سهولة وبساطة فى استقلال المعدية غير أنها تختصر الوقت فى حال إذا ما رغب الأهالى التسوق بمدينة أسيوط، ذلك فضلا عن أن المركزين تعمل بينهما عبارتان بالتبادل ذهابا وإيابا، لكن يعاب عليهما فى أنهما متهالكتين ويعملان منذ فترة طويلة فى نقل الركاب والسيارات وكذلك المواشى. إلا أن الحاج أحمد أحد مستقلى العوامة بشكل يومى أكد لنا أن عبارة ساحل سليم لم تسجل أى حوادث من قبل، وذلك لأن المسافة بين مرسى الساحل ومرسى مركز أبو تيج قريب جدا غير أن وجود عبارتين يخفف من حمولة الركاب والسيارات. لكن تختلف معدية أبنوب - منفلوط اختلافا كبيرا عن معديات الجنوب فالمعدية صغيرة جدا ولا تتحمل حمولة المعديات السابقة، وتسجل العديد من الحوادث كان آخرها شهر يونيو الماضى حينما لقى أب ونجله وعمه مصرعهم وهم فى طريقهم لحفل زفاف من حوكان، وقتها قد تلقى اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط إخطارا من غرفة عمليات النجدة يفيد مصرع "أحمد.س.أ"طفل 9 سنوات ووالده "س.أ"وعمه "أحمد.أ" متاثرين بإسفكسيا الغرق إثر استقلالهم معدية كانت تقلهم من قرية المعابدة إلى الجانب الآخر من الشاطئ، وذلك لحضور حفل زفاف بمركز منفلوط، وتم عقب ذلك انتشال الثلاثة جثث هامدة وحسب رواية أحد المدرسات بالمنطقة فإن تلك المعدية هى الوحيدة التى تربط قرية المعابدة بأبنوب بمركز منفلوط ولا توجد هناك أى وسيلة تنقل بين المركزين، وأن تلك المعدية يستقلها التلاميذ والطلاب والموظفين فى ذهابهم وإيابهم. وبذلك الأمر يظل ملف الموت بالعبارات النهارية مفتوحا حتى يضع المسئولون له حلا فى الربط بين الشرق والغرب بأسيوط. ومن جهته قال اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط إن هناك لجان دورية للتفتيش على سلامة العبارات النهرية الموجودة، خاصة التى تعمل بين شطى نهر النيل والترع المتفرعة منه لنقل المواطنين الذين يستخدمون العبارات للتنقل من وإلى أماكن إقامتهم. وأوضح حماد أنه لا تهاون مع الأمور المتعلقة بأرواح المواطنين، وأن هناك تجديدات وإصلاحات مستمرة لأى أعطال تتم فى العبارات مشيرا إلى أنه يتابع بصفة مستمرة كل ما هو متعلق بالعبارات كان آخرها الزيارة التى قام بها لمشروع العبارات النهرية قبل عيد الأضحى بساعات للاطمئنان على سلامة العبارات للسؤال عن مشاكلها والاهتمام بنظافتها وسلامتها ووجود وسائل الأمان داخل العبارات قبل التحرك بالمواطنين. المعدية ترسو من ناحية الشرق لاستقبال الركاب استمرار تدفق الركاب على المعدية خاصة عربات الكارو المعدية قبل امتلائها بالركاب والسيارت الأهالى يحاولون النزول قبل أن تستقر المعدية على المرسى الركاب وطالبات المرحلة الإعدادية يستقلون المعدية الطالبات اعتدن الذهاب لمدرستهن بالمعدية يوميا حمولة المعدية أثناء عبورها للنيل سيارات وأهالى وطلاب وبائعو بضائع يستقلون المعدية المعدية وهى تسير فى عرض المياه المعدية قبل أن ترسو بقليل ناحية الغرب ويوجد بها المدارس التى يذهب إليها الطلاب