لم تثبت السيارات التى يعمل محركها بالطاقة الكهربائية بالكامل أنها تحظى بشعبية مع المستهلكين الألمان حسبما أشارت التنبؤات الخاصة بهذا الشأن، ومن المتوقع أن تستمر السيارة ذات محرك الاحتراق الداخلى بوصفها الاختيار الأول للمستهلك عند اقتناء سيارة لعدة أعوام قادمة فى ألمانيا التى تعد أكبر اقتصاد بأوروبا. هذا هو الاستنتاج الذى توصلت إليه مجموعة من الخبراء من شركة شل التى تحتل المرتبة الثانية فى صناعة البترول على مستوى العالم، ومعهد بروجنوس للأبحاث، وأصدر هؤلاء الخبراء مؤخرا أحدث التوقعات فى إطار سلسلة التنبؤات المنتظمة التى يصدرونها حول المسائل المتعلقة بمحركات السيارات. ويقول هؤلاء الخبراء فى تقريرهم إن السيارات الكهربائية لقيت نجاحا أكبر فى الولاياتالمتحدة واليابان، أما على الطرق الألمانية فإنه ليس من المرجح أن تزيد نسبة هذه السيارات عن خمسة فى المئة بحلول عام2040 والتى تبلغ حاليا نحو 6ر1 فى المئة. وأشارت الأرقام التى أذاعتها هيئة إصدار تصاريح المركبات فى ألمانيا إلى أن إجمالى عدد السيارات التى تعمل بالطاقة الكهربائية على نحو كامل على الطرق الألمانية فى أول كانون ثان /يناير 2014 بلغ 12156 سيارة، إلى جانب 85575 سيارة تعمل بالمحرك الهجين، وتعمل معظم السيارات فى ألمانيا التى يختار أصحابها استخدام الوقود البديل بالغاز الطبيعى المضغوط. ويعد إقبال الألمان على استخدام السيارة التى تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل بطيئا مقارنة بدول أوروبية أخرى مثل النرويج، ويرجع ذلك إلى الافتقار إلى الحوافز الضريبية من جانب الحكومة الألمانية، إلى جانب ارتفاع أسعار شراء هذه السيارات مع عدم وجود بنية تحتية كافية لخدمة مستخدمى هذه السيارات. وقال شتيفان رومرسكريشن المحلل بمعهد بروجنوس " إننا لن نرى بالتأكيد مليون سيارة كهربائية على الطرق الألمانية بحلول عام 2020 "، مشيرا إلى الهدف الذى تبنته حكومة المستشارة آنجيلا ميركل. وأعرب كل من رومرسكريشن وجورج أدولف من شركة شل عن اعتقادهما بأنه فى عام 2040 سيعمل نحو 95 فى المئة من عدد السيارات التى تنطلق على الطرق الألمانية بمحركات البنزين أو الديزل أى باستخدام الوقود الأحفورى، على الرغم من أنه من المرجح أن تستخدم قرابة 12 مليون سيارة منها المحرك الهجين الذى يجمع بين الاشتعال الذاتى والكهربائى. وأوضحت الدراسة أنه مع ذلك فإن معدلات انبعاث العوادم فى قطاع النقل ستتراجع بشكل كلى، وذلك نتيجة التطورات التقنية، كما سينخفض معدل استهلاك الوقود بشكل مضطرد، وأوضحت أن ذلك قد لا يكون كافيا لتلبية أهداف الحكومة الطموحة فى الحد من انبعاثات العوادم.