شدد زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش اليوم الأربعاء على أن الادعاء فى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ليس لديه "أى دليل" يربطه بالفظائع التى ارتكبت خلال الحرب البوسنية، متهما إياه بتقديم الشعب الصربى بأكمله للمحاكمة. وفى ملخص دفاعه الذى جاء فى 874 صفحة، قال كاراديتش إنه لا ينبغى أن يكون مدانا من قبل المحكمة التابعة للأمم المتحدة، إلا أنه يدرك أنه كزعيم للكيان الصربى الانفصالى فى البوسنة زمن الحرب، "يتحمل المسؤولية الأخلاقية عن أى جرائم ارتكبت من قبل مواطنى وقوات الكيان الصربى الانفصالى ." يواجه كاراديتش اتهامات بارتكاب جرائم بما فى ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الاضطهاد التى ارتكبتها قوات صرب البوسنة خلال حرب 1992-1995 وخلفت 100 ألف قتيل. ويقول الادعاء إنه يجب ادانته وسجنه مدى الحياة. وفى المحكمة، قال كاراديتش البالغ من العمر 69 عاما إن الإحدى عشرة تهمة الموجهة إليه تستند إلى حجة أنه كان عضوا رئيسيا فى مؤامرة جنائية لتطهير المناطق التى يسيطر عليها الصرب فى البوسنة من المسلمين والكروات. وقال للقضاة انه بدون هذه النظرية "فإن الشيء الوحيد الذى يتبقى هو الأفعال الطيبة التى قدمتها تجاه شعبى والشعبين الآخرين". وانسحب كاراديتش من الحياة العامة بعد الحرب ثم اختفى بعد ذلك. واعتقل فى عام 2008 فى صربيا متخفيا كمعالج فى مجال الطب البديل. وبدأت محاكمته فى عام 2009. وفى دفوعه المكتوبة قال كاراديتش انه لم يكن يعلم فى ذلك الوقت بقتل الرجال والفتيان المسلمين على يد قوات صرب البوسنة فى سربرنيتشا فى عام 1995 - فى أسوأ مذبحة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال إن الأدلة الواردة فى محاكمته تشكك فى عدد القتلى - الذى يعتقد على نطاق واسع أنه أكثر من ثمانية آلاف - وما إذا كانت عمليات القتل بلغت حد الإبادة الجماعية. واتهم المدعين اليوم الاربعاء ببناء قضيتهم على أساس"إشارات وثرثرات عشوائية وشهادات موظفيهم". ومشيرا إلى أن الادعاء لم يكن يحاكمه فقط، بل كل صرب البوسنة، قال كاراديتش "إذا كنت مجنونا، فهل مليون ونصف شخص تركوا أبناءهم الوحيدين يذهبون إلى خنادق بلغت درجة التجمد للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم لمدة ثلاث سنوات، مجانين؟"