ذكر تقرير نشرته اليوم شبكة CNN الإخبارية، عن حرية الإعلام فى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مصر تستخدم قانونا مصمما لمكافحة الإرهاب للقبض على المدونين، وأشار أيضا إلى أن الإنترنت برز كتحدى من قبل الناشطين تجاه السلطات الرسمية وتصريحاتها وردود أفعالها، وأن الصحفيين قالوا إن جهود الحكومة لوقف تدفق المعلومات تعد "عقيمة". حيث ذكر التقرير الصادر عن المعهد الدولى للصحافة أن التواصل عبر الشبكات الاجتماعية –حيث يحاول الأفراد التملص من القيود التى تفرضها الحكومات- هو ممارسة للعبة "القط والفأر" مع انتشار التغطيات الإخبارية المستقلة فى مصر وإيران، بالرغم من تصريحات أنتونى ميلز مدير تحرير إصدار حرية الصحافة العالمية –مقرها فيينا- التى قال فيها "إن الأوضاع تسوء". ونقل التقرير تصريحات عبد الرحمن الراشد مدير عام شبكة العربية التى قال فيها إن مقاومة الحكومة لتدفق المعلومات عبر الإنترنت مثل محاولة منع النيل من التدفق، "لا يمكنهم منعه"، وأن هناك الكثير من المعلومات التى تصل للمواطن العادى فى القاهرةوجدة ودبى، والرقابة لا يمكنها منع التدفق المجانى للمعلومات. وأشار الراشد إلى أن الحاجة إلى شركات الاتصالات والدور الذى لا يمكن الاستغناء عنه للإنترنت بالنسبة للأعمال، وطلبات المواطنين لا يمكن أن يتم إحباطها، وأضاف أن هناك بعض الأماكن التى تعمل بها الرقابة بشكل أكبر حيث لا يصلها الإنترنت. وصرحت أوكتافيا نصر رئيس قسم منطقة الشرق الأوسط ب CNN والتى تتابع مواقع الشبكات الاجتماعية، أن الشباب يتحايلون بجرأة على الرقابة الرسمية على الإعلام فى الشرق الأوسط، من خلال تويتر والفيس بوك وغيرها من المواقع الأخرى، حيث لم تصبح وسائل الإعلام التقليدية هى بالضرورة القوة المحركة، وفقا لتصريحاتها. كما قالت عزة مطر – مترجمة بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بالقاهرة- أن الحكومات تريد من العالم العربى أن يستخدم الإنترنت للعب وليس للاشتباك بالقضايا الخطيرة ومع الحكومات، مضيفة "نحن نحاول أن نعبر عن أنفسنا وأن نفضح الأكاذيب". من جهة أخرى أشاد التقرير ب"بصيص الأمل" الذى ظهر فيما يتعلق بحرية نسبية للصحافة بلبنان وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة. ووفقا لما ورد بالتقرير ف"المناخ الإعلامى بإسرائيل يعد من الأكثر انفتاحا بمنطقة الشرق الأوسط"، وتحديدا بالنسبة للصحفيين الإسرائيليين بحيث توجد قاعدة عريضة من الآراء المختلفة والتعليقات، ولكنه أشار فى نفس الوقت إلى أن سياسة الأمن الإسرائيلى تمنع الصحفيين الإسرائيليين من زيارة الأراضى الفلسطينية المحتلة دون تصريح خاص، كما أن الصحفيين الفلسطينيين ممنوعون من الدخول لإسرائيل. وأشار إلى أن كلا من الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية يتدخلان بعمل الصحفيين الفلسطينيين، ولذلك يلجأ الصحفيون بغزة إلى الرقابة الذاتية. كما أن حرية التعبير والصحافة فى الإمارات نالت أحد أعلى الدرجات فى العالم العربى، ولكن مازال أمامها طريق طويل لتخوضه، حيث يوجد هناك عدد من الموضوعات المحظور تناولها فى وسائل الإعلام مثل أى شيء يتعلق بالعائلة الحاكمة. ومن المفارقات التى تضمنها التقرير إشارته إلى قيام الجيش الأمريكيى بحبس صحفيين دون وجود اتهامات، كما أن قوات الأمن العراقية كانت مسئولة عن حوادث ضرب صحفيين، فى حين احتلت سوريا أسوأ سجل فى حرية الإعلام.