سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارع الشواربى.. عندما كانت المحروسة بلد الموضة.. أول من أدخل الجينز مصر.. فضله المشاهير لشراء مقتنياتهم.. تردد عليه العندليب وكاريوكا وسامية جمال للتمتع بأرقى العطور.. وأصحاب المحال يبكون عشوائيته الآ
"شارع الشواربى" عندما يمر هذا الاسم على مسامعنا للوهلة الأولى تُرسَم فى أذهاننا صورة لسوق تجارى شعبى يقف على أطرافه الشباب والعاملين مرددين "جينز حريمى جينز رجالى"، "خد فكرة واشترى بكره" فسريعًا ما نصطدم بالواقع ونحاول أن نهرب منه عائدين إلى ماضى وتاريخ هذا الشارع الذى لا يعرف عنه الكثير شيئًا، بعد أن تغيرت معالمه وتبدلت أحواله وانقلبت موازينه الارستقراطية الراقية إلى العشوائية الفوضوية. عشرات السنوات كانت جديرة بترك ملامح الحسرة على وجوه أصحاب المحال الكبرى فى الشارع، والتى طالما حملت تاريخه وأيام مجده بين طياتها، فكان لعامل الزمن أثره فى تحويل أهم شوارع العالم التجارية إلى سوق عشوائى تملؤه البضائع الصينية والمقلدة، بعد أن كان لا مكان به لغير ماركات الملابس والعطور الأصلية، فتغيرت المحال وتغيرت نوعية البضائع وتبدلت حتى نوعية الزبائن، ولم يبق سوى طفيف من الأمل فى قلوب السكان الأصليين وورثة المحال العريقة فى أن يعود للشواربى رونقه خاصة بعد عملية التطهير التى طالت أرجاء منطقة وسط البلد. "وعلى الرغم من الحالة المؤسفة التى وصل لها الشارع، إلا أننى مازلت أعيش به وكأنه يحتفظ بأجوائه الكلاسيكية التى تعود إلى السبعينيات فى أوقات تجليه، محاولاً تجاهل كل العوامل السلبية التى طرأت عليه حاليًا"، هكذا بدأ صاحب أحد محال العطور الشهيرة بالشواربى حديثه ل"اليوم السابع"، ساردًا قصة هذا الشارع مع عالم الموضة والعطور التى تميز بها فى فترة ما، وأقبل عليها نجوم العصر، مفصحًا عن أكثر العطور التى كان يفضلها كل من العندليب، ومحمد الموجى، وتحية كاريوكا، وسامية جمال وغيرهم من النجوم الذين تعودوا على شراء أغراضهم من الشواربى. وأضاف: "أشهر النجوم والنجمات كانوا بيعتبروا محلى نافذتهم على العطور الباريسية، وكان أغلب المشاهير يأتون كل فترة لشارع الشواربى يعرفون الموضة من خلاله ويشترون أفضل الماركات المستوردة، ومن أشهر النجوم اللى كانوا بيترددوا على محلى بصفة شخصية سامية جمال واللى كانت بتفضل عطر "فيجى"، أما تحية كاريوكا فكانت تعشق "مدام روشا" وعبد الحليم فكان موهوم بماركة "أرامس". وعن أحدث الموضات والماركات العالمية والزبائن المهندمين المنتمين للطبقات العليا والباحثين عن الأناقة والجمال فى زمن كان كل شىء به جميل يقول "وحيد محمود" أحد أبطال فيلم "الحفيد" وصاحب أحد أهم محال الملابس بشارع الشواربى: "الموضة كانت تنزل فى باريس وبعدها مباشرة فى مصر، خاصة فى شارع الشواربى، اللى كان له أجواء أوروبية عصرية بعيدًا عن الحالة السيئة اللى وصل لها الآن، والملابس الصينية المقلدة المطروحة به على حسب انحدار وتغير الذوق العام". وأضاف: "وظل مركزًا للموضة وأحدث الصيحات وادخل الجينز إلى مصر لأفضل ماركاته حتى عهد الرئيس الراحل "أنور السادات" فى عصر الانفتاح وتحول إلى مجال تجارى يرضى جميع الأذواق والطبقات وشهد نهضة كبيرة على المستوى التجارى، ولكن بعد قرار إغلاقه وعزله عن شوارع وسط البلد رغم مساحته الكبيرة التى تمتد من شارع عبد الخالق ثروت حتى شارع قصر النيل، الأمر الذى فيما بعد وضعه فى يد الباعة الجائلين والبلطجية ليتحكموا فيه". صورة حديثة لشارع الشواربى من أهم وأقدم المحال بشارع الشواربى حوار مع أصحاب المحال صاحب أقدم المحال التجارية بالشارع موضوعات متعلقة حكايات الفن والثورة على مقاهى وسط البلد.. "عم غزال" الناصرى لا يشارك فى الانتخابات.. "عم صالح" يشهد اجتماعات الثوار.. "عم سعيد" المفضل لفريق بلاك تيما.. و"عاطف" قائد فريق "زهرة البستان"