كاتب بمجلة يابانية يرى أن تنظيم "داعش" فى سوريا والعراق صنيعة أمريكية

أتهم الكاتب الصحفى زاخارى كيك، أمريكا بعمل الكثير لخروج تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) إلى النور.
وأعاد زاخارى كيك إلى الأذهان ، فى مقال نشرته مجلة (ذا ديبلومات) اليابانية المهتمة بتغطية شئون منطقة (آسيا - الباسيفيك)، كيف أن حرب أمريكا على الجهاديين السُنّة من تنظيم القاعدة، والإطاحة بنظام صدام حسين السُنى وتغليب كفة الشيعة فى العراق الذين ما إن أمسكوا بمقاليد الحكم بعد سنوات من الإضطهاد حتى قمعوا أبناء المذهب السُنى وسرّحوا موظفيهم حتى أولئك ممن كانوا فى مناصب غير رفيعة، هذا بالإضافة إلى حلّ أمريكا للجيش النظامى وتسريح ضباطه ليجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل.
ولفت زاخارى إلى أن اثنين على الأقل من كبار القادة فى تنظيم داعش كانوا ضباطا فى جيش صدام حسين ، وأن أيا منهما لم يُعرف عنه التشدّد الدينى ، بما يعنى أن انضمام أمثال هذين الضابطين إلى تنظيم داعش لم يكن بدافع من الاعتقاد الدينى .
وفنّد الكاتب الإدعاءات الأمريكية بأن تنظيم داعش يُشكل مصدر تهديد لواشنطن ، وقال إن داعش بكل تأكيد يشكل كارثة على منطقة الشرق الأوسط الموبوءة بالجماعات الجهادية منذ حقبة الستينات من القرن الماضى ، إلا أنه لم يُظهر أى ميل لاستهداف أمريكا ، فهو كغيره من التنظيمات الجهادية المعاصرة - باستثناء القاعدة - متخصص فى إفشال الحكومات المحلية واستغلال التوترات الطائفية القائمة فى المنطقة للتمكين لنفسه.
ونوّه أيضا عن أن تنظيم داعش لابد قد تعلّم من الدرس الذى تلقنه تنظيم القاعدة بعدما شنّ هجمات الحادى عشر من سبتمبر على أمريكا ، وكيف لا يزال يدفع ثمن هذه الضربة الناجحة غاليا حتى الآن.
وحول قيام الدواعش بذبح صحفيَين أمريكيَين فى أقل من شهر، قال صاحب المقال "إن استراتيجية داعش هنا هى الردع بالانتقام ، ففى ظل عجز الدواعش عن منع أمريكا من شن هجمات على قواتهم ، كتلك التى شنتها واشنطن الشهر المنصرم بدعوى إغاثة الإيزيديين ، فإنهم قاموا بذبح هذين الصحفيين وبثوا فيديوهات بذلك انتقاما لقتلاهم ومحاولة لردع أمريكا ، بمعنى آخر : لم يكن الدواعش ليستهدفوا أمريكا أو الأمريكيين لو لم تستهدفهم أمريكا بغاراتها الجوية" .
وخلص زاخارى كيك إلى إن سياسة أمريكا فى مكافحة الإرهاب لم تكتف بإيجاد تنظيم داعش ، وإنما جعلت منه كذلك مصدر تهديد مباشر لها ، وذلك تحديدا باجتياح العراق فى 2003 وشنّ هجمات جوية على التنظيم الشهر الماضى .