القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على خير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولقد ورد أسماء كثيرة للقرآن فى آيات الله منها: الكتاب، والفرقان، والمبين، والذكر الحكيم، والنور، والتنزيل، وحبل الله المتين، والصراط المستقيم. والقرآن هو آخر الكتب السماوية إلى الأرض بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل، ويعد القرآن الكريم أعظم الكتب قيمة من الناحية اللغوية والدينية، لما يجمعه من البلاغة والفصاحة والبيان. ولقد كان للقرآن أثر فى توحيد وتطوير اللغة العربية وآدابها وعلومها الصرفية والنحوية، وحفظها من الانقراض. ويحتوى القرآن على مائة وأربع عشرة سورة ما بين مكية ومدنية وفقًا لزمان ومكان نزول الوحى بها. والقرآن هو معجزة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لأمة برعت فى البلاغة والفصاحة ومع ذلك عجزوا إن يأتوا بأية من مثله. وتشتق كلمة قرآن من المصدر قرأ وأصله من القرء بمعنى الجمع والضم يقال قرأت الماء فى الحوض بمعنى جمعته، ولقد سمى القرآن قرانًا لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض، أما مصطلح المصحف فهو يستخدم للإشارة عادة إلى النسخ المكتوبة، ولقد جمع القرآن فى مصحف واحد بأمر من الخليفة عثمان بن عفان عندما أمر بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة، وهذه النسخ عرفت بالمصحف العثمانى إلى الآن، وللقرآن أهمية كبيرة وعظيمة فى حياة المسلمين، فهو آخر الكتب السماوية المنزلة، ولهذا تعتبر تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب بها المسلم إلى الله ليطمئن قلبه، كما إن القرآن هو أساس حضارة المسلمين وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم فى كل مجالات الحياة الدينية والدنيوية، فالقرآن هو الكتاب الخالد للدعوة الإسلامية، ودستور الأمة الشامل، فهو أساس من أسس الشخصية المسلمة، والمسلم لا يستغنى عن القران لأن فيه حياة قلبه ونور بصره وهداية طريقه، ومنه يستمد عقيدته وبه يعرف عبادته. ولقد جاءت الكثير من الآيات توضح أهميته ومكانته قال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِى أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ" كما جاءت الأحاديث النبوية الشريفة توضح هذه المكانة منها: ما رواه الدرامى عن على بن أبى طالب قال "سمعت رسول الله يقول ستكون فتن قال ما المخرج منها يا رسول الله، قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، فهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم" والقرآن يحتوى على أحكام العقائد، وفيه أيضًا أحكام العبادات من صوم وزكاة وحج، وفيه أحكام المعاملات من بيع وشراء وغيرها، فيا أيها المسلمون تمسكوا بكتاب الله وبسنة رسول الله، وحافظوا على تلاوته وحفظه ففيه السعادة كلها وفيه الخير كله فهو شفاء لما فى الصدور، حقًا هو خير الكلام.