بمناسبة كارثة السيول ... فإنه للمرة الألف ... تظهر لنا إخفاقات مؤسسات الدولة فى إدارة أزمة... ولكن الظاهر أن الحكومة لا تستوعب أى دروس وتعاود الخطأ بنفس الطريقة. ألف باء الإدارة أيها السادة.. هى مجموعة القرارات والأفعال التى يقوم بها نظام ما يعرف كل عنصر منه مهامه بالضبط بغرض أن تسير الأمور كما هو مخطط لها وعدم حدوث أزمات.. وذلك بالاستفادة من نظام معلومات مصمم كما يجب أن يكون..معلومات آتية ومعلومات مرتدة.. آتية ... مرتدة .. وهكذا... يقوم بشيئين ... واحد أنه ينبأنى بالأزمات المتوقعة قبل حدوثها... ثانيا يراكم معلومات تساهم فى إضافات مهمة من الدروس المستفادة من التجارب الماضية تزيد من كفاءة العمل فى المرات القادمة.. وعندما يعلم النظام بالأزمة قبل حدوثها يكون لديه نتيجة للتجارب السابقة للآخرين وله .. طريقة للتعامل معها حتى لا تحدث أو تحدث فى أقل حجم ممكن لها.. ولكن هذا الشيء البسيط لا يتم.. فإذا افترضنا أن مصنعا مثلا يدار بنفس طريقة الحكومة سيفلس فى أقرب وقت ... أى حين تفاجأ إدارة المصنع بأن المواد الأولية التى تستخدمها نفذت ثم تبدأ فى شراء غيرها .... أو تفاجأ بأن الأسعار ارتفعت أو انخفضت أو أو وهى لم تكن تعلم ... فاعرف أن هذا المصنع مفلس لا محالة. إذن معلومات مسبقة ودائمة وطريقة عمل معروفة ومحفوظة مسبقا أيضا ... فى كارثة السيول المسألة كانت بسيطة ... إخلاء مجارى السيول وممراتها ... وعن طريق الأرصاد الجوية يعرف الوقت بالضبط أو بالتقريب ... ثم العمل على تحويل كل نقطة من هذه المياه إلى سدود معدة سلفا ... فيه شيء صعب فى هذا ؟ ... ولكن هذه الأسئلة السهلة ترسب فيها الحكومة. ترسب الحكومة لغياب العلم من العقول وشيوع الارتجال وتفسخ مؤسسات الدولة وانشغالها بالصراع السياسى ... فى حين أن هذا ليس عملها على الإطلاق ... ترسب الحكومة لأن نظام المجتمع يحتاج للتغيير ... فلو أن المحافظ كما هو حاصل فى كل الدنيا ... يأتى بالانتخاب " الحر" ( لازم التأكيد على الحر هذه فى مصر)، سوف يكون من أبناء المنطقة يعرفها وتعرفه.. وسوف يكون مستقلا فى قراره.. تحقيقا للامركزية الضرورية لإعطاء مرونة أكبر للإدارة.. وسوف يحاسبه أبناء محافظته إذا أخفق فى عمله.. وإلى أن يتم ذلك علينا أن "نبلبط" مع الحكومة فى مجارى السيول.