تشهد مدينة العاشر من رمضان والمعروفة بمدينة الألف مصنع، أزمة طاحنة بعد قرار تخفيض حصة اسطوانات الغاز للمدينة إلى أقل من النصف وتوجيه النصف الآخر إلى مدن القاهرة الكبرى لحل أزمة اسطونات الغاز بها الأمر الذى تسبب فى إغلاق العديد من المحلات التجارية وانخفاض إنتاجية المصانع التى تعتمد على اسطوانات الغاز، حيث تكلفت الخسائر 10 ملايين جنيه خلال الشهر الحالى. حمل المتضررون مسئولية خسائرهم إلى مصنع لتعبئة الاسطوانات الغاز"بترولاند" مؤكدين أن إدارة المصنع تقوم بييع الاسطونات لمستودعات من القاهرة، بينما تقلص حصة مستودعات العاشر للاستفادة منها فى بيعها فى السوق السوداء. يقول صاحب مستودع غاز بالعاشر- رفض ذكر اسمه- إن شركة تعبئة الغاز خفضت حصة الغاز من 1400 اسطونة غاز كبيرة أسبوعيا والتى تستخدم فى المصانع و الورش إلى 400 اسطوانة ، مضيفا: "لا نحصل على الاسطوانات بسهولة فعندما تذهب السيارة للمصنع التعبيئة تظل باليومين والثلاثة أمام المصنع و تتكلف السيارة 750 جنيها وبعد كل هذا الانتظار ترفض الشركة تعبئة الاسطونات بحجة عدم مطابقتها للمواصفات فتعود السيارة فارغة". أضاف صاحب المصنع: "نشاهد بأعيننا سيارات أصحاب مستودعات معروفة بالقاهرة تقف أمام المصنع وتحمل الاسطوانات وتغادر إلى القاهرة وطبعا المستودعات متعاقدة مع أصحاب المصانع بتوريد اسطونات لهم إلى جانب الاسطونات المنزلية وهو ما يتسبب فى العديد من المشاجرات بين أصحاب المصانع للتسابق على أولية الحصول على الأنابيب". آخر الحوادث التى شهدتها مستودعات العاشر من رمضان كان لطفلة ذات خمس سنوات تدعى دينا إبراهيم من حى "الكير هاوس" لملء اسطوانة بوتاجاز صغير من المستودع فلم تعد لمنازلها وعثر عليها فى اليوم التالى داخل صندوق قمامة مغتصبة ومخنوقة ولم يتم العثور على البوتوجاز أو حتى الجانى حتى اليوم هذا. وتقول أم شيماء إننى سيدة من محدودى الدخل لا أملك تكاليف تركبيب الغاز الطبيعى واقف أمام المستودع منذ ثلاثة أيام كل يوم انتظر من الصباح إلى المغرب، وعندما تأتى سيارة الأنابيب يهجم عليها الناس ويتخطفون الاسطوانات التى تكاد تنفجر فيهم. ويقول سعد حسانين اضطر لاستئجار تاكسى ب20 جنيها لكى أبحث عن اسطوانة فى مستودعات العاشر الثلاثة ولا أجدها ونفس الحال فى اليوم التالى وبذلك الاسطوانة المنزلية تتكلف على المواطن فى العاشر أكثر من 70 جنيها. ويضيف محمد إسماعيل صاحب شركة بطاريات: "لدى أكثر من 200 عامل وأحتاج يوميا إلى 20 اسطوانة لأعمال اللحام وغيرها ولكنى لا أجد وأضطر إلى التوقف عن العمل لعدة أيام بسبب الاسطوانات مما يكلفنى خسائر باهظة من حيث غرامات التأخير لأنى ملتزم بتعاقدات وكذلك أجرة العمال وتكاليف إنتاج". ويستطرد الشامى إخوان: "لدى أكثر من 100 عامل متوقف عن العمل بسبب عدم توافر الاسطوانات"، نفس الأزمة تتكرر فى شركات "سيتى جلاس سيوستى جلاس والعالمية للمواتير والزعبلاوى للصناعات الحديثة ومصانع السويدى للبطاريات والزجاج وكذلك مطاعم الشبرواى وحضر موت. من جانبه قال إبراهيم قسم الله نائب رئيس اتحاد عمال العاشر من رمضان: "إننا نشهد أزمة طاحنة كلفت أصحاب المصانع أكثر من 10 ملايين جنيه خسائر خلال شهر يناير فقط بسبب تعطل الإنتاج"، مشيرا إلى أن مدينة العاشر من رمضان بها حوالى 2000 مصنع منهم مصانع صغيرة يعمل فى الواحد منها على الأقل 80 عاملا وتعتمد كلها على اسطوانات الغاز"، مضيفا أنه يوجد أيضا 1400 مصنع كبير ومتوسط تعتمد بعض خطوط إنتاجها على اسطوانات الغاز، موضحا أن حل الأزمة يكمن فى التفاوض مع شركة الغاز الطبيعى بتخفيض تكاليف تركيب الغاز الطبيعى للمصانع وأيضا المنازل بالتقسيط.