سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاة أشهر مجاهدة سيناوية ضد الاحتلال الإسرائيلى.. المخابرات صنعت من "فرحانة" فدائية وحلقة وصل بين أبطال المقاومة.. والراحلة فجرت قطارا إسرائيليا ولغمت سيارات عسكرية.. وأبناؤها يحلمون بتخليد ذكراها
عن عمر يناهز التسعين عاما رحلت المجاهدة السيناوية "فرحانة حسين سلامة أبو رياش" والتى كانت ضمن خلايا منظمة سيناء العربية التى شكلتها المخابرات المصرية لمقاومة احتلال إسرائيل لسيناء ونقل كافة المعلومات حول تحركات المحتل على أرض سيناء. وشيع أبناء مدينة الشيخ زويد الفقيدة إلى مثواها الأخير بمقابر المدينة، وخلا منزلها الكائن فى حى أبوزرعى بقرية أبو طويلة من إطلالتها اليومية وهى تتابع عن كثب ما يجرى على أرض سيناء بألم وحسرة. وقال "شوقى" أكبر أبناء "فرحانة" سناً والذى استقبل المعزين فى رحيلها بمنزل متواضع، إن والدته ودعت الدنيا بعد غيبوبة مرض استمرت ليومين ورحلت فى هدوء شديد كما كانت تعيش وسط أسرتها المكونة من 3 من الأبناء الذكور وبنت واحدة. وأضاف أنها كانت حزينة على ما آلت إليه أوضاع سيناء، لافتا إلى أنها كانت تمتلك حسا وطنيا له خصوصيته، وتتنبأ بما يحدث ووجدناها فى الفترة الأخيرة لها شغف غير طبيعى بمتابعة ما يجرى من أحداث دون أن تعلّق. وتابع أنها فى حياتها لم تعرف السكينة والراحة إلا فى السنوات العشر الأخيرة، وبعد إصابتها بكسر نتيجة وقوعها أصبحت لا تستطيع الحركة بشكل كلى. وأوضح أنها قبل هذه السنوات كانت دائمة الحركة ونشيطة وذكية جدا، وكانت أسعد لحظات عمرها عندما كرمها الرئيس الراحل أنور السادات بمنحها نوط الامتياز تقديرا على جهودها فى خدمة القوات المسلحة، والعمل ضمن كتائب الفدائيين أبناء سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلى. وأوضح أن بداية كفاحها ضد العدو الصهيونى فى سيناء، بعد أن اضطرت الأسرة إلى الهجرة من سيناء إلى منطقة إمبابة بالقاهرة هربا من بطش الاحتلال، ومن هناك كانت انطلاقتها فى العمل الفدائى وعمرها فى ذلك الوقت نحو 30 ربيعا. وأوضح أن والدته التحقت بمنظمة سيناء العربية التى شكلتها المخابرات لضرب العدو الإسرائيلى فى سيناء، وتم تدريبها ضمن آخرين من أبناء سيناء المهاجرين على حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلى خلايا المنظمة. وكان أول عمل فدائى نفذته "فرحانة" هو استهداف سيارات العدو بعبوات ناسفة، وتفجير قطار العريش، بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذى كان محملاً ببضائع لخدمة الجيش الإسرائيلى وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين، وفى دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل". كما أدت الفقيدة دورها فى توصيل ونقل المتفجرات للمجاهدين السيناويين دون أن تلفت نظر العدو، وكانت تجازف وهى تتنتقل وتمر من تمركزات الجيش الإسرائيلى بكل جراءة دون أن يلاحظوا عليها أى علامات ارتباك تفضى لتفتيشها. ومن الأمور التى كانت تحرص على المجاهدة السيناوية بحسب قول ابنها إنها كانت تقوم بعملها بسرية تامة لا يعلمها أبناؤها حيث الكل يعرف أنها "تاجرة قماش" تشتريه من القاهرة وتسوقه فى سيناء، بعد أن تتسلل إليها، وتغيب مدة تصل إلى شهر أحيانا وهى المهنة التى تمتهنها، وأيضا تتستر فيها لنقل المعلومات وتنفيذ العمليات النوعية. وأصاب رحيل المجاهدة السيناوية أبناء منطقة الشيخ بالحزن على فقدانهم رمزا من رموزهم، خاصة أنها رحلت إلى العالم الآخر دون أن تحقق أمنيتها بحج بيت الله الحرام. وقال "حسن حنتوش" أحد القيادات الشبابية بالمنطقة، إن"فرحانة" كان لها دور مهم وفعال فى مساعدة المخابرات المصرية فى حرب الاستنزاف عام 67 وحرب أكتوبر 73 ومن أهم الأعمال التى قامت بها نقل معلومات إلى القاهرة وجلب المتفجرات لمساعدة المجاهدين وتفجير قطار محمل بالعتاد العسكرى والجنود الاسرائيليين بوضع المتفجرات أمام القطار ووضع العبوات الناسفة على الطرق التى تمر عليها الآليات العسكرية الإسرائيلية ومساعدة المجاهدين فى سيناء للاتصال بقيادة المخابرات فى القاهرة، وتمنى أن تكرمها الجهات المعنية ولو ببيان تنعى فيه الفقيدة. وغاب مسئولو شمال سيناء عن سرادق عزاء المجاهدة السيناويه غاب، وسط مطالبات من أبنائها بتخليد اسمها للأجيال القادمة بتسمية منطقة أو شارع أو مدرسة باسمها فهى التى أعطت وهى التى تستحق ألا تُنسى. المجادة السيناوية فرحانة سلامة فرحانة صورة من تكريمها أنواط حصلت عليها المجاهدة السيناوية فرحانة مع ابنها بطاقة عضوية فرحانة بجمعية المجاهدين موضوعات متعلقة رحيل "فرحانة" أشهر مجاهدة سيناوية ضد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء