إن معرفة وقبول الإنسان لذاته الحقيقية الكائنة داخله تمثل نقطة بداية يمكن أن نبنى عليها، أن هذه المعرفة وذلك القبول يدفع الإنسان لكى يحب ويقبل ويقدر تلك الذات، ويستطيع بعد ذلك أن ينتقل من داخل ذاته إلى خارجها فى بداية طريق التغيير، ويعبر إلى النجاح ويحقق السعادة التى ينشدها. وأكدت الدراسات الأمريكية أن اكثر من 90% من البشر لا يقدرون ذواتهم أو على الأقل لديهم تقدير متدنى لذواتهم، والنسبة الباقية تدل على أن الناس الأكثر نجاحا وسعادة هم الذين يعرفون ويقبلون ذواتهم كما هى. كيف ترى نفسك؟؟؟ أنت كما ترى نفسك وقديما قال سليمان الحكيم (كما يفكر فى نفسه ،هكذا هو) فكما تعتقد فى نفسك تكون، فإن كنت ترى نفسك ناجحا فسوف تكون، وإن كنت ترى الفشل فى كل ماتفعل، فسوف ترى ذلك الفشل متجسدا أمامك وأنت الوحيد الذى يستطيع الإجابة على ذلك السؤال: من أنت؟ نظرية الأقنعة: كثير من الناس لا يقدرون ذواتهم، فنجدهم لا يعرفونها المعرفة الحقيقية، ولا يقبلونها، ويبحثون لأنفسهم عن ذوات أخرى، وهى تلك الخدعة التى يستخدمها كثير من الناس، وهى خدعة الأقنعة، فيقوم كل شخص بالبحث لنفسه عن قناع ليرتديه لكى يخفى ما بداخله، أو لأنه لا يقبل ما بداخله، وهنا يتخلى الإنسان عن ذاته الحقيقية التى خلقه الله بها فى أحسن تقويم، ويبحث لنفسه عن ذات أخرى مزيفة وضعيفة. والإنسان فى عدم قبوله لذاته يشبه قصة الغراب الذى لم تعجبه الطريقة التى يمشى بها، أراد أن يقلد الطاووس فى مشيته الجميلة، ولكنه لم يستطع أن يكون طاووسا، وعندما حاول العودة مرة أخرى لمشيته القديمه فلم يعرف، فأصبحت ذاته مشوهة. قبول الذات: أقبل ذاتك كما هى، لأن بداخلك قوة هائلة تستطيع أن تصنع العجائب وكما قال عالم النفس الشهير ماكسويل مالتز (كل إنسان خلقه الله بطريقة تؤهله لأن يكون ناجحا) اقبل ذاتك ،حبها، قدرها، اعترف بنقاط ضعفك، وانطلق من ذلك الاعتراف إلى أفاق المستقبل لتحقق النجاح والسعادة. كيف أقبل ذاتى؟؟؟ أحيانا تكون الاعتقادات السلبية والنظرة المتدنية للذات هما السببان الأساسيان لرفض الإنسان لذاته، ويبدأ الإنسان فى نقد ذاته ويقارن نفسه بغيره، ويبدأ فى جلد ذاته ولعب دور الضحية، أما قبولك لذاتك فهو اعتراف بحب الله الذى خلقك لكى تعكس هذا الحب على الآخرين: - أقبل ذاتك كما هى بكل مافيها من ضعف - تحدث إلى ذاتك بطريقة إيجابية - استخدم لغة إيجابية وأخيرا.............. أقبل ذاتك، لا تقارن نفسك بأحد، لأنه لا يوجد من يشبهك فى هذه الدنيا، كن أنت أعز صديق لنفسك، فأنت معجزة تتحرك على الأرض من صنع خالق عظيم، انطلق من قبولك لذاتك إلى حب وتقدير الآخرين، فلا تحب ما أنت عليه، بل حب ما يمكن ان تكون عليه.