شهدت الجولة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010، دخول أحمد حسن قائد المنتخب المصرى التاريخ بعد مشاركته فى مباراة بنين التى تعد رقم 169 فى مسيرته مع الفراعنة، ليعادل بذلك الرقم القياسى المسجل باسم أسطورة الكرة المصرية حسام حسن كأكثر اللاعبين المصريين ظهوراً على المستوى الدولى، وينتظر مشاركته فى مباراة دور الثمانية أمام الكاميرون لينتزع لقب "العميد" رسمياً من حسام حسن. ونجح الصقر بعد الفوز على منتخب بنين، فى قيادة الفراعنة للابتعاد برقمهم القياسى إلى 16 مباراة متتالية بدون هزيمة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث ترجع آخر هزيمة للمنتخب المصرى أمام الجزائر فى بطولة أمم أفريقيا 2004 التى أقيمت بتونس. وعلى جانب آخر انتقلت الإثارة والمتعة التى تنتظرها جماهير كرة القدم من أرضية الملعب إلى اللوائح المنظمة التى تضعها الاتحادات الدولية والقارية لكرة القدم، فمع انطلاق الجولة الثالثة، حامت شكوك عديدة حول مباراة أنجولا والجزائر والتى انتهت بالتعادل السلبى، وأسفرت عن صعود الفريقين معاً لدور الثمانية بالبطولة، وخروج المنتخب المالى من الدور الأول رغم تساويه مع منتخب الجزائر بأربع نقاط. مما دفع المسئولين فى اتحاد الكرة المالى إلى تقديم شكوى رسمية للكاف، للتشكيك فى نزاهة منتخبى أنجولا والجزائر، متهماً الفريقين بالاتفاق على نتيجة المباراة فى غياب تام لقواعد "اللعب النظيف" التى ينادى بها الاتحاد الدولى لكرة القدم. ولكن الرد جاء سريعاً من رابح سعدان المدير الفنى لمنتخب الجزائر للدفاع عن موقف فريقه، مؤكداً على عدم اللجوء لمثل هذه الأساليب التى سبق أن عانى منها ثعالب الصحراء، وأدت لخروجهم من الدور الأول لمونديال 1982 بإسبانيا، بعد الاتفاق بين منتخبى ألمانيا والنمسا على الصعود معاً، مما دفع الفيفا لتغيير لوائحه منذ تلك الواقعة. وقبل توديع الدور الأول، رفضت لوائح الكاف أن تترك البطولة دون أن يكون لها أثر بعد الجدل الشديد الذى أحدثته بشأن تحديد متصدر المجموعة الرابعة بين منتخبى الكاميرون وزامبيا بعد تساويهما مع منتخب الجابون برصيد 4 نقاط، ومدى "التضارب" الذى وقعت فيه مختلف وسائل الإعلام حول تحديد بطل المجموعة، فالبعض يؤكد أن اللعب النظيف سيحسم وبالتالى ستكون الجابون لها الصدارة، والآخر ادعى فرق المواجهات، لكن الفرق الثلاث نجحت فى الفوز على بعضها بالتبادل، وانتهى الأمر بإعلان الكاف أن فارق الأهداف فى مرمى المنافسين ضمن الصدارة لمنتخب زامبيا، ودفع منتخب الكاميرون للمركز الثانى ليصعد إلى مواجهة قوية مع المنتخب المصرى فى دور الثمانية بالبطولة. وبالنسبة للمنتخبات الخمسة المتأهلة لكأس العالم المقبلة بجنوب أفريقيا نجحت جميعها فى استعادة جزء من كبريائها، وصعدت إلى الدور الثانى للبطولة، رغم عدم تقديم الأداء المنتظر، فبجانب الجزائر التى رافقت أصحاب الأرض للدور الثانى، نجح المنتخب الغانى فى خطف بطاقة التأهل بعد فوزه بصعوبة على بوركينا فاسو بهدف وحيد، لتلحق بكوت ديفوار التى تصدرت المجموعة الثانية، ثم استفاق المنتخب النيجيرى مؤخراً بعد فوزه على موزمبيق بثلاثية نظيفة ليحل ثانياً خلف الفراعنة فى المجموعة الثالثة، وأخيراً انضم أسود الكاميرون إلى ركب المتأهلين فى اللحظات الأخيرة بعد تعادله مع تونس بنتيجة 2/2 ليحل ثانياً فى المجموعة الرابعة ويصعد مع زامبيا للدور الثانى. أما معدل التهديف بالجولة الثالثة، جاء متوسطاً بين الجولتين الأولى والثانية بعد إحراز 17 هدفاً، حيث شهدت الجولة الأولى تسجيل 22 هدفًا، بينما تم تسجيل 15 هدفاً فقط فى الجولة الثانية، لترتفع حصيلة البطولة إلى 54 هدفاً مع نهاية الدور الأول. وبعد هدفه فى مباراة منتخب بلاده أمام تونس انضم المدافع الكاميرونى أورلين شيدجو إلى قائمة الأهداف الذاتية التى يتصدرها الموزمبيقى داريو كان مدافع الإسماعيلى السابق الذى أحرز هدفين بالخطأ فى مرمى منتخب بلاده فى مباراتى مصر وبنين. ومن ناحية أخرى، ارتفع معدل الخشونة فى الملعب لأقصى درجاته بالجولة الثالثة، حيث شهدت المباريات السبعة حالتى طرد للمدافع البوركينى ممادو تال، وعمار الجمل مدافع منتخب تونس، لترتفع حصيلة الكروت الحمراء إلى 3 كروت بعد طرد الإيفوارى إيمانيول إيبوى فى الجولة السابقة، فى الوقت الذى ظهرت فيه البطاقات الصفراء 32 مرة لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 77 بطاقة صفراء فى البطولة حتى الآن، واستمر المنتخب المصرى فى صدارة اللعب النظيف، حيث حصل على إنذار وحيد للمدافع محمود فتح الله، فى حين جاء منتخبا تونس وموزمبيق كأكثر الفرق حصولاً على إنذارات برصيد 9 كروت يليها منتخبا بنين والجابون برصيد 7 كروت ثم منتخب مالاوى برصيد 6 كروت.
