تعيش اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم التى تستضيفها قطر عام 2022، حالة من القلق الشديد مع اقتراب إعلان نتائج التحقيقات بشأن مزاعم وجود فساد، فى عملية إسناد تنظيم مونديال 2022 لصالح قطر. وكان المحامى الأمريكى مايكل جارسيا، رئيس لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، والذى تولى تحقيق فى تهم الفساد الموجهة لعدد من المسئولين القطريين، بشأن دفع مبالغ مالية على سبيل الرشوة، لأعضاء بالمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، للحصول على أصواتهم فى سباق التنظيم، قد أعلن فى وقت سابق، امتلاكه لمعظم الوثائق التى تناولتها الصحف البريطانية، والتى تكشف الفساد والرشاوى فى ملف منح قطر تنظيم مونديال 2022. وقال "جارسيا" خلال إجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولى "الكونجرس"، الذى أقيم على هامش بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، "اللجنة تملك معظم الملفات وتحقق فيها قبل أن تتناولها الصحف عبر صفحاتها، مضيفًا أن الملف بالكامل محل للدراسة والمراجعة من قبل لجنة التحقيقات قبل تقديم التقرير النهائى للفيفا". كانت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، قد نشرت وثائق تؤكد إدانة قطر بدفع مبالغ مالية على سبيل الرشوة، لإعضاء بالمكتب التنفيذى بالفيفا للحصول على شرف تنظيم المونديال، وهى الوثائق التى استعانت بها لجنة التحقيق التابعة للإتحاد الدولى، والتى تتحدث عن قيام القطرى محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوى لكرة القدم، باستخدام ثروته واتصالاته لحشد التأييد لصالح ملف بلاده. ليس هذا فحسب بل قام بن همام على حد زعم الصحيفة، بتأمين إتمام صفقة تصدير الغاز الطبيعى من قطر إلى تايلاند، مقابل الحصول على عضو اللجنة التنفيذية التايلاندى وراوى ماكودى فى سباق التنظيم، بالإضافة إلى دفع "رشاوى" تصل قيمتها إلى سبعة ملايين دولار، لتأمين الأصوات الآسيوية داخل بيت كرة القدم لصالح الملف القطرى. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات التى أجراها المحامى الأمريكى مع أربعة مسئولين فى اللجنة المنظمة لمونديال 2022 الذى يقام فى قطر، فى أحد فنادق العاصمة العُمانية "مسقط"، فى الأسبوع الأول من سبتمبر القادم. يأتى هذا فى الوقت الذى يمارس فيه الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، ضغوطاً مكثفة على الفيفا، من أجل الكشف عن التحقيقات التى أجراها، حول وجود شبهات لمنح قطر شرف تنظيم المونديال، وتواجه قطر خطر التعرض للعقوبات حال إدانتها، قد تصل إلى حد سحب تنظيم المونديال من الدولة الخليجية. "الفساد" ليس التهمة الوحيدة التى تواجهها قطر فى الوقت الحالى، بل هناك أيضاً سوء معاملة العُمال الآسيويين المشاركين فى تشييد المنشآت الرياضية والملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم، والتى أدت إلى وفاة المئات من العمالة الآسيوية، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية لهم، والعمل تحت ضعوط مستمرة وسط ارتفاع شديد فى درجات الحرارة فى فصل الصيف تصل إلى 50 درجة مئوية. وتعرضت قطر لانتقادات عنيفة من جانب النقابات العمالية وهيئات حقوق الإنسان فى مختلف دول العالم. وعلى الرغم من الاتهامات العديدة الموجهة لقطر والمتعلقة بملف المونديال، إلا أنها الدولة الخليجية يبدو أنها لا تزال تحظى بتأييد السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، الذى أكد فى أكثر من مناسبة، على قيامه باتخاذ أية قرارات تتعلق بمصير إقامة المونديال فى قطر إلا بعد انتهاء التحقيقات. ليس هذا فحسب، بل قام بلاتر بزيارة مفاجئة إلى العاصمة القطرية "الدوحة" منذ أيام قليلة، التقى خلالها مع الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، لمناقشة آخر إستعدادات البلاد لاستضافة المونديال، مما يعزز من فرص عدم سحب تنظيم كأس العالم من قطر.