أكثر من شخصية سياسية ستظهر هذا العام فى أعمال درامية، الأول وهو مسلسل "الجماعة"، الذى يرصد تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها إلى الآن من خلال شخصية حسن البنا من تأليف وحيد حامد، ومن المقرر أن يقوم بإخراجه محمد ياسين، والثانى هو فيلم "الريس والمشير" الذى يرصد العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وهو من تأليف ممدوح الليثى وإخراج خالد يوسف. ولأن هذين العملين يرصدان قصة حياة اثنين من الشخصيات السياسية المؤثرة فى المجتمع المصرى، قام ورثة كل شخصية من هؤلاء برفع دعاوى قضائية لمنع خروج هذه الأعمال إلى النور، على اعتبار أن حياتهم ملكية خاصة لهم لا يجوز الاقتراب منها. الدعوى الأولى توجه بها عمرو عبد الحكيم نجل المشير عبد الحكيم عامر، والذى يرفض بشدة سيناريو فيلم "الريس والمشير" بسبب رصده لكل الأخطاء التى عاصرها المشير فى حياته، وابتعد فيها عن النقاط الإيجابية، وكان من أكثر الأخطاء التى أثارت غضب عمرو المشهد الثانى فى السيناريو، والذى يتضمن محاولة انتحار المشير بمسدس كان موضوعاً على مكتبه، إلا أن دخول مساعديه عليه أنقذه من الموت، وهو الأمر الذى نفاه عمرو، إضافة إلى أن سيناريو الفيلم يسىء إلى والدته الفنانة المعتزلة برلنتى عبد الحميد، على حد قوله. السيناريو يتكرر مرة أخرى مع أحمد سيف الإسلام البنا نجل الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، فبعد أن انتشرت أخبار عن البدء فى التحضير للمسلسل، توجه سيف الإسلام لرفع دعوى قضائية لوقف تنفيذ العمل، مؤكداً أن هذا الأمر من حقه قانوناً لأنه يتعرض لحياة والده، وأنه كثيراً ما طلب من أسرة العمل الاطلاع على السيناريو للتأكد من صحة الوقائع التاريخية المذكورة فى العمل لكنهم رفضوا. المخرج خالد يوسف أكد لليوم السابع أنه مستمر حالياً فى التحضير لفيلمه "الريس والمشير"، خاصة بعد حصول أسرة العمل على حكم قضائى بتنفيذه، لذلك لا يعنيه إذا كانت أسرة المشير ستتوجه برفع دعوى قضائية أم لا، قائلا إن الفيلم ليس مجرد رؤية للتاريخ ولكنه يعبر عن وجهة نظر فى التاريخ. وأضاف يوسف: "أنا لست راضياً عما عرض عن قصة حياة المشير عامر فى أعمال منذ قيام الثورة، ومؤمن بأن الثورة أنتجت اثنين من عظماء التاريخ، وهما جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، كما أن الفيلم لا يتكلم عن علاقة حميمية فى الفيلم بين اثنين فقط وليس من حق أحد التدخل فيه". أما الناقد عصام زكريا، فأكد أن شخصيتى حسن البنا والمشير ليست ملك ورثتهم فقط لكونهما شخصيات عامة لأنهما ليسا مجرد عقارات أو أملاك يتحكمون فى مصيرها. وقال: "من حق الجمهور أن يتعرف على تاريخ تلك الشخصيات، فمثلاً فى أمريكا قامت إحدى شركات الإنتاج بتنفيذ قصة حياة الرسام الشهير بيكاسو، ولم يبد ورثته أى اعتراض على خروج العمل، ولكنهم رفضوا إعطاءهم اللوحات التى قام برسمها لعدم اقتناعهم بسيناريو الفيلم. كما أكد زكريا أن حياة تلك الشخصيات ليس بها أى محظورات لكى تمنع من تنفيذها درامياً، ولابد أن يتعامل ورثتها والجمهور معها على أنها أعمال خيالية، فلا يمكن أن نصدق مثلاً أن شخصية الرئيس جمال عبد الناصر التى ستظهر فى الفيلم هى الوجه الآخر لشخصيته الحقيقية، وهذا يتوقف على ثقافة شعبنا المصرى الذى يصدق هذه الأعمال التى تقدم عن شخص ما على أنها حقيقة.