سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معهد واشنطن ينتقد فرض شروط على تسليم طائرات "الأباتشى" الأمريكية لمصر ويؤكد: سياسة أوباما لن تعزز الديمقراطية أو تهزم الإرهاب فى سيناء.. صفقة الطائرات ستظل مصدرًا للإزعاج فى العلاقة الثنائية
انتقد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى السياسة الأمريكية إزاء مصر، وقال إن تلك السياسة التى لا تزال تفرض شروطا على إرسال طائرات الأباتشى المقاتلة وغيرها من المعدات إلى مصر، لن تعزز الديمقراطية فيها، أو احتمال هزيمة المسلحين الإسلاميين فى سيناء. وفى تقرير كتبه ديفيد شينكر، مدير برنامج الدراسات العربية، قال المعهد إنه مع تركيز الضوء على تنظيم داعش فى العراق، فإن الاهتمام بالتسلح الإسلامى فى سيناء قد فتر، وقد واجهت مصر تمردًا مستمرًا من الجماعات التابعة للقاعدة فى شبه جزيرة سيناء، والتى تأمل أن تؤسس إماراتها الإسلامية هناك، لكن على العكس من بغداد التى تتلقى فى الوقت الراهن أسلحة أمريكية متقدمة، فإن معظم المساعدات الأمريكية لمصر تم تعليقها فى أعقاب الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم العام الماضى، وفى حين أن إدارة أوباما تعهدت باستئناف بعض المساعدات، ولاسيما طائرات الأباتشى التى من المرجح نشرها فى سيناء، فإن أنظمة مكافحة الإرهاب المهمة لا تزال فى المخازن الأمريكية. ورصد تقرير المعهد الأمريكى النشاط الإرهابى للمسلحين فى سيناء منذ عام 2011 واستهدافهم لرجال الجيش والشرطة، وقال إن السلطات المصرية تقول إنها تحرز تقدما فى إعادة تأسيس الأمن فى سيناء، ووفقا لبيانات الجيش المصرى، فإن النصر فى سيناء قد أصبح قريبا، لكن برغم هذه المكاسب على الأرض، فإن الإسلاميين لم يبدوا أى مؤشر على الاستسلام. ويتابع المعهد قائلا إنه منذ تنصيب السيسى رئيسا للبلاد، والإدارة الأمريكية تسعى إلى تحسين التوترات فى العلاقات المصرية الأمريكية، فأشار البيت الأبيض بشكل مختصر إلى تهنئة أوباما للسيسى بالرئاسة، ورغم انتقادات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للحكم الصادر ضد صحفيى الجزيرة، إلا أن لقاء مع الرئيس السيسى فى مصر قبلها كان إيجابيا ومثمرا. وكان النهج العام لزيارة كيرى للقاهرة متفائلا مع التركيز على الشراكة الثنائية الدائمة والتزام الولاياتالمتحدة برؤية مصر وهى تنجح، لكن برغم ذلك، ظلت هناك قضايا شائكة، فبينما شهدت الإدارة الأمريكية أن القاهرة تحافظ على العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن، وتلتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل، بحسب تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض، إلا أن مصر عليها أن تلبى المتطلبات اللازمة لاستعادة المساعدات العسكرية، بما فى ذلك خطوات لضمان التحول الديمقراطى. ويرجح المعهد الأمريكى أن تظل طائرات الأباتشى مصدرًا للإزعاج فى العلاقة الثنائية بين البلدين لفترة، ويقول إن القاهرة سعت فى نفس الوقت لسد تلك الفجوة بالحصول على أسلحة من روسيا تشمل طائرات هجومية دون أن تقتصر عليها، وتعامل المسئولون فى مصر مع هذه الخطوة على أنها مؤسفة لكنها ضرورية فى ظل عدم إمكانية الاعتماد على الولاياتالمتحدة. وبغض النظر عن كيفية تعامل إدارة أوباما مع الأمر، فإن مصر لديها 34 طائرة أباتشى فى ترسانتها، منها 12 غير عاملة بسبب قضايا الصيانة وتأخر تسلم قطع الغيار. ودعا معهد واشنطن على ضرورة عدم جعل تسليم طائرات الأباتشى لمصر قضية مثيرة للجدل فى ظل التطورات الراهنة فى سورياوالعراق، على الرغم من اعترافه بأن حسابات الأمور ليست بسيطة. وأشار إلى أن مصر لا تستخدم الأباتشى فى محاربة الإرهاب فى سيناء فقط، ولكن أيضا فى تأمين قناة السويس. ودعا التقرير الولاياتالمتحدة إلى إمداد حليفتها الاستراتيجية مصر بالأدوات اللازمة لنجاح مكافحة الإرهاب فى سيناء الذى يمثل مصلحة مشتركة للبلدين, ورغم أهمية تواجد صحفيين فى شبه الجزيرة للشفافية، فإن الإدارة الأمريكية تستطيع التأكد مما يجرى فى سيناء بوسائل أخرى، ويمكنها أن تتشارك هذه المعلومات مع الكونجرس. وختم المعهد تقريره بالقول إن السياسة الأمريكية الراهنة بفرض شروط على تقديم الأباتشى لا تعزز الحرية فى مصر، ولا إمكانية هزيمة المسلحين الإسلاميين فى سيناء، ولأن مستقبل مصر يعتمد على كلا الأمرين، فيجب على الإدارة الأمريكية أن تجد صيغة مختلفة. موضوعات متعلقة.. دبلوماسيون: زيارة وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة عودة للوضع الصحيح للعلاقات.. السفير رخا: جون كيرى يفتح صفحة جديدة مع مصر.. هريدى: إعلانه الإفراج عن طائرات الأباتشى متوقعا وأمريكا تقبلت الوضع الحالى