افتتحت السيدة منى سرى مديرة متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، مؤتمر ومعرض "أبو سمبل- إنقاذ المعابد، الإنسان والتكنولوجيا" الذى يعقد فى الفترة من 10 إلى 13 يناير بالتعاون مع الجمعية العالمية للفنانين بروما، بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنقاذ معبد أبو سمبل. يقام المؤتمر والمعرض تحت رعاية مكتب اليونسكو بالقاهرة، وشارك فى افتتاحه نخبة من العلماء المصريين والأجانب وممثلى الجهات المشاركة فى المعرض وهى: سفارة إيطاليا بالقاهرة، ومركز الآثار الإيطالى، والمعهد الثقافى الإيطالى، والمركز المصرى الإيطالى لترميم الآثار، والمجلس الأعلى للآثار وأكاديمية البحث العلمى فى مصر. وقالت السيدة منى سرى فى كلمتها الافتتاحية، إن المؤتمر والمعرض يأتى بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنقاذ معبد أبو سمبل، حيث يضم حوالى60 لوحة لصور فوتوغرافية نادرة توضح حالة الآثار قبل الإنقاذ، كما تبين الجهود الدولية خلال عملية الإنقاذ. وقال الدكتور مدحت عبد الرحمن المعمارى والمهندس الاستشارى بمشروع إنقاذ أبو سمبل، إنه بين عامى 1964 و1968 تم تقطيع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفى المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها ثم أعيد تركيبها فى موقع جديد. وقال إنه فى عام 1964 قام فريق من المهندسين تحت رعاية منظمة اليونسكو بالبدء فى مشروع الإنقاذ فتم إنشاء سد عازل حول المعابد لحمايتها من منسوب المياه الآخذ فى الارتفاع. وأوضح أنه بعد أعمال الرفع الهندسى والتصوير، واستكمال كل أصناف التوثيق، تم إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر الأحجار ونقلها بعد ترميمها. وأكد أن عمليات إعادة التركيب تمت بدقة هندسية وفلكية كبيرة فتم الحفاظ على ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى داخل المعبد والتى تظهر يوم 21 فبراير و21 أكتوبر، وما زالت أشعة الشمس تخترق أبهاء المعبد لتصل لأقصى مكان داخل المعبد كما كان الحال منذ آلاف السنين. وفى كلمتها، أشادت كوستانزا دى سيمون؛ الخبيرة بمجال التراث الثقافى بمكتب اليونسكو بالقاهرة بالجهود المصرية التى بذلت من أجل الحفاظ على هذا الأثر التاريخى العظيم، مؤكدة أن مصر دعت لالتماس دولى لمشروع الإنقاذ قبل اللجوء إلى اليونسكو وقامت بإنفاق 12 مليون دولار من مبلغ 36 مليون دولار الذى تم جمعه عن طريق اليونسكو من أجل إنقاذ وتخليد هذا الفصل الهام فى تاريخ مصر وأفريقيا والعالم. وفى سياق متصل، قال فردريكو كونتاردى عالم المصريات بالمعهد البابوى فى الكتاب المقدس، إن تعدد جوانب الأهمية التاريخية للمعبد هى التى شجعت الدول المختلفة على التبرع لإتمام مشروع الإنقاذ. وأشار إلى أن مجمع المعبد تم بناؤه فى حوالى عام 1244 قبل الميلاد واستمر بناؤه لمدة 20 عاما تقريباً، وذلك خلال عهد رمسيس الثانى، وكان الغرض منه هو التأثير فى الدول المجاورة فى جنوب مصر، وأيضا لتعزيز مكانة الدين المصرى فى المنطقة.