أعلنت كل من الصين وألمانيا اليوم الاثنين بمناسبة زيارة المستشارة انجيلا ميركل إلى بكين، توقيع اتفاقات تجارية واستثمارات بينها مصنعان جديدان لشركة صنع السيارات فولكسفاغن وطلبيات ب 123 مروحية من شركة ايرباص. وقد وضعت زيارة ميركل أمس الأحد الى شنجدو (جنوب غرب) وهى سابع زيارة تقوم بها إلى الصين منذ توليها الحكم فى 2005، تحت شعار الاقتصاد.ورافق المستشارة وفد كبير من اصحاب الشركات مثل سيمينس وشركة الطيران لوفتهانزا و"دوتشى بنك". وكما هو متوقع ترأست ميركل مع رئيس الوزراء الصينى لى كيكيانغ صباح الاثنين فى بكين حفل التوقيع على عدة اتفاقيات تجارية واستثمارات، كشفت الشركات بعد ذلك عن تفاصيلها. وقالت فولكسفاغن فى بيان انها ابرمت اتفاقا مع شريكتها فارست اوتوموتيف ووركس (اف ايه دبليو) ثالث شركة لصناعة السيارات فى الصين، لبناء مصنعين اخرين لانتاج السيارات. ويقع المصنع الاول فى ميناء تيانجين والثانى فى كينغداو (شمال الصين) وستحدد قدراتهما الانتاجية "حسب حاجات السوق والاستراتيجيات الصناعية" وفق ما اوضح ناطق باسم فولكسفاغن لفرانس برس. وستستثمر المجموعتان مليارى يورو "للزيادة فى قدراتهما الانتاجية" كما اضافت شركة صنع السيارات الالمانية التى تأمل فى التمكن من انتاج اكثر من اربعة ملايين سيارة فى السنة فى البلاد بحلول 2018. وتعتبر الصين وهى اول سوق سيارات عالميا، ايضا "اهم سوق" بالنسبة للمجموعة الالمانية التى باعت فيها السنة الماضية 3,27 مليون سيارة (وهو عدد يشمل مبيعات شركاتها الفرعية فى البلاد) فى زيادة تقدر ب16% خلال سنة. من جانبها أعلنت شركة ايرباص هيليكوبترز المتفرعة عن الشركة الأوروبية ايرباص، انها وقعت الاثنين طلبيات مع ثلاثة متعاملين صينيين مختلفين لبيعهم 123 مروحية فى المجموع، منها مروحيات ذات محرك واحد خفيف من عائلة ايكوراى ومروحيات ذات محركين خفيفين من طراز سى 135. وأعلنت الشركة التى لم تكشف قيمة العقود، فى بيان ان تلك الطائرات ستستعمل فى "مهمات" خدمات عامة ونقل ركاب وطيران اعمال ونقل حالات طبية طارئة وعمليات بحث. وستستلم الشركات الصينية الثلاث (فوجيان شينميى وغوانغدونغ بايون ويونان فينغجيان) عشرا من تلك المروحيات ابتداء من السنة الجارية على ان تستلم البقية خلال السنوات الست المقبلة. واعرب غيوم فورى مدير ايرباص هيليكوبترز عن ارتياحه مؤكدا "واضح ان تليين القوانين الصينية فى المجال الجوى على ارتفاع منخفض سمح بتطوير سوق المروحيات فى الصين الذى يشهد ازدهارا كبيرا". ويترسخ بذلك نشاط هذا الفرع لشركة ايرباص فى الصين التى لها اصلا حضور كبير فى هذا البلد الذى سلمته 133 طائرة فى 2013 اى عشرين بالمئة من انتاجها العالمي. وأخيرا اعلنت لوفتهانزا الاثنين انها وقعت بروتوكول اتفاق لانشاء شركة مشتركة مع منافستها الصينية اير تشاينا، ما سيمكنها من اقتراح مزيد من الخيارات للرحلات على زبائنها. واعلنت الشركة ان هذا التعاون الذى سيدخل حيز التنفيذ فى أكتوبر سيفسح المجال امام لوفتهانزا "لتصل بشكل افضل الى ثانى اكبر سوق جوى بعد الولاياتالمتحدة". وقد نقلت الشركات الصينية السنة الماضية 350 مليون راكب اى بزيادة 11% فى ظرف سنة، وفق الاحصاءات الرسمية ويتوقع ان يساهم تنامى الطبقات المتوسطة فى زيادة حركة النقل الجوى فى الصين. واثر هذه الاعلانات اكد الرئيس الصينى شى جينبينغ الذى التقته ميركل فى وقت لاحق الاثنين، ان المانيا تظل فى نظره "شريكا استراتيجيا هاما". وصدرت المانيا بما قيمته 67 مليار يورو نحو الصين السنة الماضية -ما يجعل من العملاق الاسيوى ثانى سوق تصدير (باستثناء الاتحاد الاوروبي) بعد الولاياتالمتحدة، فى حين تجاوزت الصادرات الصينية الى المانيا 73 مليارا. من جهة أخرى اضاف شى أن برلين تتمتع ب"نفوذ مهم فى العالم" متمنيا النجاح للفريق الوطنى لكرة القدم فى نصف النهائى فى كاس العالم الجارى حاليا فى البرازيل.