حل مشكلة الكثافة ونقص المعلمين.. وزير التعليم يكشف ل"مصراوي" جهود أول أسبوعين دراسة    رشا يسري: حرب أكتوبر أحدثت صدمة في العقلية الإسرائيلية    المفوضية الأوروبية: مقتل 20 ألفا و400 شخص جراء حوادث طرق في الاتحاد الأوروبي العام الماضي    نجاة وفيق صفا من الغارة الإسرائيلية على بيروت    منتخب مصر يختتم تدريباته استعدادا لمواجهة موريتانيا غدا    بث مباشر مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات كأس العالم 2026    شقت بطن صديقتها انتقاما لزوجها في أكتوبر    10 صور.. أحدث ظهور ل بيومي فؤاد في العرض الخاص لفيلم "بنسيون دلال"    رسائل نجوم الفن ل مريم الخشت بعد إعلان زواجها (صور)    إيمان العاصي تكشف أسرارها في "أسرار النجوم" على راديو نجوم FM| بالفيديو    إجراء الكشف الطبى على 972 حالة بقافلة جامعة كفر الشيخ ضمن مبادرة "بداية"    السودان يقتنص تعادلا ثمينا من غانا فى تصفيات أمم أفريقيا    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات على الضفة الغربية    محافظ القاهرة يشهد احتفالية مديرية الشباب والرياضة بذكرى نصر أكتوبر    في عيد ميلاده ال70.. حكاية فيلم اعتذر عنه عمرو دياب فأصبح من أهم أعمال محمد منير؟    الباز: السادات تدارك خطأ التعاون مع الإسلاميين.. و«التلمساني» أخطر رجل في تاريخ الإخوان    في رحاب "آل طه".. اللحظات الأخيرة في حياة الخمسيني حسين حجازي    كرة سلة - الاتحاد يهزم سبورتنج ويتأهل لنهائي البطولة العربية    استعلم عن فاتورة التليفون الأرضي «قبل سحب الخط» .. اعرف رسوم الخدمة بعد الزيادة    الكرملين: الغرب يضغط على بعض الدول كى لا تشارك فى قمة "بريكس" المقبلة    بريطانيا تناقش إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا    التوعية أهمها.. أحد أسلحة التحالف الوطنى لمكافحة التمييز ضد المرأة    خالد الجندي عبر برنامج "لعلهم يفقهون": القرآن تحدث عن الرجولة بفخر.. والشذوذ مهانة وخروج عن طاعة الله    نائب محافظ أسوان يشهد ختام برنامج تأهيل 200 خريج للطاقة الشمسية    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    الجمارك: قرارات الحكومة الأخيرة بشأن سيارات المعاقين تقضي على السوق السوداء    الكشف على 1272 مواطن بقافلة بقرية سيدي عقبة بالمحمودية    أنشطة متنوعة للأطفال في احتفالات الثقافة بنصر أكتوبر بالإسماعيلية    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    الطقس غدًا .. معتدل على القاهرة والدلتا وبارد فترات الليل وعظمى القاهرة تسجل 32°    تحقيقات قتيلة الإسكندرية: المتهم سدد لزوجته 4 طعنات أثناء عودتهما من زيارته أسرته    "قومي حقوق الإنسان" يعقد الملتقى ال 17 لمنظمات المجتمع المدني الأحد المقبل    استشاري حالات حرجة: القلب ينكسر فى هذه الحالات    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    ربيع ياسين: الأهلي يمرض ولا يموت.. ورمضان سيعيد الاتزان مرة أخرى داخل الفريق    ألمانيا والتشيك والنمسا يؤكدون التزامهم بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب    إيهاب أمين يتقدم بأوراق ترشحه على رئاسة اتحاد الجمباز    «الإفتاء» تحذر من التحايل للاستيلاء على السيارات المخصصة لذوي الهمم: خيانة أمانة    إيران تواجه قطر في الإمارات لأسباب أمنية    الهلال الأحمر الفلسطينى: هناك استهداف إسرائيلى ممنهج لمقدمى الخدمات الطبية فى غزة    موعد شهر رمضان 2025.. والعطلات الرسمية خلاله    «زواج وعلاقات».. لمن ينجذب رجل برج الحمل؟    رئيس الوزراء: مصر قطعت شوطًا طويلًا في مواجهة الهجرة غير الشرعية    تشييع جثمان أم أبناء الدكتور حسام موافي (صور)    تفاصيل إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق في الحوامدية    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة غدآ.. تعرف عليها    عفت نصار: الزمالك رغم المعاناة يظل أكبر قلعة رياضية في مصر    تسليم 2218 شهادة استبيان تراخيص إقامة مباني داخل الحيز العمراني بالشرقية    حملة مرورية مكبرة تضبط 11 ألف مخالفة تجاوز سرعة مقررة    إجراء 1274 جراحة مجانية ضمن مبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" بالمنيا    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة مفخخة أطلقت من غزة نحو إسرائيل    رئيس هيئة الرعاية الصحية: الانتهاء من إعداد أكثر من 450 بروتوكولًا    نائب وزير التعليم يكشف تفاصيل مسابقات تعيين معلمي الحصص في المدارس    أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    إصابة 11 شخص إثر حادث تصادم بالطريق الإقليمي في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة..مبارك وأشرف مروان..عندما هدد مروان: مبارك لا يمكنه منعى من دخول مصر.. أنا ..مبارك تقدم جنازة أشرف مروان وحرص على تبرئته من تهمة الجاسوسية
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 07 - 2014

مبارك لم يكن فقط النائب الصامت التابع للرئيس السادات، لكنه كان يخطط للبقاء، وضع أمامه هدفًا، ويقول عن السادات: «الرئيس أعطانى صلاحيات أكثر من اللازم، لدرجة أن هناك من كان يتحدث فى الخلف عنى ويعطينى مقالب سياسية»، وكانت هذه المقالب السياسية التى يقصدها مبارك تتمثل فى منافسين وكارهين وحاسدين، وغيرهم، وبالطبع فقد كانت المنافسة مستمرة، والنائب يسعى لتوسيع اختصاصاته من دون أن يزعج الآخرين، أو يثير غضبهم.
ثم إن الرئيس السادات كان ذا طبيعة مختلفة عن الرئيس عبدالناصر، فقد كان السادات يحاول أن يهتم بصحته بخلاف عبدالناصر الذى كان يعمل لآخر نفس ويتابع كل صغيرة وكبيرة، وعندما كانت ترفع التقارير إليه كان يحيلها إلى نائبه مبارك، ومن هنا تعرف حسنى مبارك على جميع تفاصيل التقارير، وتعرف على الأجهزة وطريقة عملها، ومن حيث أراد السادات من مبارك أن يؤمن ظهره داخل القوات المسلحة، كان مبارك يفعل ذلك لنفسه أيضًا، وبنفسه، وكان يبدو قادرًا على استخلاص السلطة، أكثر مما كان قادرًا على توظيفها بنفس الدهاء.
وطبيعى أن يسعى النائب لكسب ثقة الرئيس من جهة، وأن يحاول تقوية وضعه، وأن يسعى لوضع رجاله كلما أمكن فى الأماكن المهمة، أو أن يسعى لتقوية علاقاته داخل أجهزة الدولة المختلفة.
وطبيعى أن يسعى مبارك للتثبيت فى منصبه الذى استكثره عليه كثيرون، وسعى كلما أمكن، ومن دون إثارة غضب الرئيس السادات، إلى الدفع برجاله إلى المناصب الحساسة فى الجيش والشرطة والمخابرات ومجلس الوزراء وغيرها، خاصة أنه كان يطلع على جميع التقارير التى ترد للرئيس السادات، وفوضه بالنظر فيها، واستطاع خلال ثلاثة أعوام أن يدرك كيف تسير الدولة وأجهزتها.
والحقيقة أن مبارك نجح طوال الوقت فى التعامل مع منافسيه بصمت وكتمان ودهاء، الأمر الذى جعله يبقى، بينما يطاح بكل منافسيه، ومن اختلفوا أو تصارعوا معه، بدءا من منصور حسن إلى ما بعده، وكان يواجه منافسة وغيرة ممن كانوا يحيطون بالرئيس السادات، فى ظل تنافس سياسى يقوم على القرب من الرئيس.
وكان طبيعيًا أن يتبع مبارك خطته فى تمتين علاقاته بمراكز القرار والقوة والمصالح فى عهد الرئيس السادات، ومن هنا قامت بينه وبين أشرف مروان، مدير مكتب الرئيس السادات للمعلومات، رئيس الهيئة العربية للتصنيع بعد ذلك، سفير مصر فى لندن علاقة وثيقة. وكانت علاقة مبارك مع أشرف مروان معقدة، ومن يتابع تركيبة وشخصة مبارك يمكنه إدراك أن مبارك لم يكن يصطدم بمروان أبدًا خلال فترة عمل الأول مديرًا لمكتب الرئيس للمعلومات، وقتها كان مبارك قائد الطيران، وقبل أن يشغل مروان رئاسة هيئة التصنيع، كان أشرف مروان بالفعل طرفًا فى صفقات السلاح، بينما مبارك كان مسؤولا عن جزء من مشتريات السلاح، خاصة الطيران والقاذفات وغيرها، وهو أمر بدأه مبكرًا مع مروان، ومع حسين سالم، وكمال أدهم، رئيس المخابرات السعودية.
أشرف مروان من مواليد 2 فبراير 1944، والده كان ضابطًا كبيرًا بالجيش، هو اللواء أبوالوفا مروان، حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة فى عام 1965، ثم الدكتوراة فى نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974، والتحق بالقوات المسلحة منذ عام 1965، وتزوج من منى، ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، وانتقل للعمل فى رئاسة الجمهورية كمساعد محدود الاختصاصات لسامى شرف، مدير مكتب عبدالناصر، وبعد رحيل عبدالناصر استمر فى العمل مع الرئيس أنور السادات الذى وثق فيه، وعينه سكرتيرًا له لشؤون المعلومات فى 13 من مايو 1971، أى قبل يومين من «ثورة التصحيح» التى لعب فيها مروان والفريق الليثى ناصف، قائد الحرس الجمهورى آنذاك، الدور الأكبر فى تصفية خصوم السادات. ومن المثير أن الليثى ناصف لقى حتفه من شرفة الطابق العاشر بعمارة شهيرة فى لندن اسمها «ستيورت تاور»، وهى ذات العمارة التى سقطت الفنانة سعاد حسنى فى يونيو 2001 من شرفة طابقها السادس، وفى 2007 لحق مروان بهما وبنفس الطريقة من عمارة بلندن.
اقترب مروان من الرئيس السادات، وابتعد عن عائلة عبدالناصر، وعينه السادات عضوًا فى لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة فى مصر وليبيا، وعضوًا فى المجلس الأعلى للمشروعات الطبية فى مجال الطاقة النووية، ومقررًا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربى. وفى 1975 عُين رئيسًا للهيئة العربية للتصنيع، وفى 1978 عُين سفيرًا لمصر فى لندن، ثم اتجه للأعمال الحرة، وامتدت علاقاته التجارية بالمليونير ورئيس المخابرات السعودية الأسبق كمال أدهم. ويحكى موسى صبرى فى كتابه «الحقيقة والأسطورة» أنه دار بينه وبين السادات حديث حول مروان سأله فيه عن سر تمسكه بمروان برغم هذه الشائعات المحيطة به، فأجابه السادات بالقول: «أنا لا أقبل أن أمد يدى لأى حاكم عربى، لكننا نتعرض لمآزق مالية خطيرة، وأشرف يقوم بهذه المهمة، كما أنه قدم خدمات ممتازة فى موضوع الأسلحة»، وبالفعل منحه السادات وسامًا.
كانت العلاقة بين النائب حسنى مبارك وأشرف مروان، مدير مكتب الرئيس السادات للمعلومات، وثيقة، بدأت منذ كان مبارك قائدًا للطيران، وكان مروان مديرًا لمكتب الرئيس للمعلومات، ويروى هيكل ما يؤكد ذلك أنه كان فى عام 1974 زاره أشرف مروان فى مكتبه، وكان هناك اتفاق مع القذافى لشراء طائرة للرئيس السادات بعد حرب أكتوبر وكان العرض من القذافى، وكان مروان على علاقة بعبد السلام جلود، ويقول هيكل: فى مكتبى ذلك الوقت من سنة 1974، وأشرف مروان يحكى عن مهمته فى ليبيا، وجدته ينهض فجأة كمن تذكَّر أمرًا، ويتصل بقائد الطيران الفريق حسنى مبارك، ويخاطبه باسمه الأول: «حسنى».. هكذا بلا ألقاب، جهز طائرة من عندك للسفر غدًا إلى طرابلس، وأريدك بنفسك على الطائرة.
ويعلق هيكل: وبدت لى تلك الألفة بين الرجلين لافتة.
ويضيف أن العلاقة مع القذافى توترت، فألغى القذافى فكرة شراء طائرة للسادات، ولما عرف كمال أدهم، مدير المخابرات السعودية، من أشرف مروان بالرفض الليبى، قرر الملك فيصل وكمال أدهم أن يكونا هما صاحبى هدية الطائرة الرئاسية.
يقول هيكل: «فى تلك السنوات على طول السبعينيات توثقت العلاقة بين الرجلين حسنى مبارك وأشرف مروان، وزادت قربًا عندما أصبح أشرف مروان ضمن المسؤولين عن مشتريات السلاح بعد اعتماد سياسة تنويع مصادره، ويلاحظ حتى من قبل ذلك أن الرجلين معا كانا قريبين بحكم الاختصاص من صفقة «الميراج» الليبية مع فرنسا 1970- 1974، فقد كان مبارك باعتباره قائدًا للطيران هو الرجل المسؤول عن الصفقة التى عقدها ضباط من سلاح الطيران قصدوا باريس بجوازات سفر ليبية، لكن الفرنسيين كانوا يعرفون الحقيقة، وفى نفس الوقت فإن أشرف مروان وبمسؤوليته فى ذلك الوقت عن العلاقات مع ليبيا لم يكن بعيدًا عن التفاصيل.
كان أشرف مروان طرفًا فى قضايا التسليح، وحضر اجتماعًا رسميًا للرئيس السادات مع وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسنجر ببيت الرئيس السادات فى الجيزة يوم 10 أكتوبر 1974 حضره مع الرئيس السادات كل من إسماعيل فهمى، وزير الخارجية، ومحمود عبدالغفار، وكيل الوزراة، وأشرف مروان. ومن الجانب الأمريكى هنرى كسنجر، وجوزيف سيسكو، والسفير هيرمان إيلتس، سفير أمريكا فى القاهرة، وبيتر رودمان من هيئة الأمن القومى الأمريكى. وكان الموضوع أن السعودية عقدت صفقة أسلحة أمريكية لمصر بقيمة 70 مليون دولار، وأن هناك وفدًا سعوديًا يتعاون حول الصفقة موجودًا فى واشنطن وكان أشرف مروان مشاركًا فى الحديث بشكل فاعل.
وبعد اختيار مبارك نائبًا للرئيس السادات سنة 1975 كانت أول مهمة كلف بها أن يقوم بزيارة رسمية لباريس فى يونيو 1975 للاتفاق على شراء وتصنيع صواريخ فرنسية فى مصر، وكان أشرف مروان مصاحبًا لمبارك، ولم يكن قد تولى بعد مسؤولية هيئة التصنيع الحربى
وفى عام 2002 نشر المؤرخ اليهودى المقيم فى لندن «أهارون بيرجمان» كتابا بعنوان «تاريخ إسرائيل» أشار فيه إلى أن أشرف مروان - دون ذكر الاسم - عمل جاسوسًا للموساد الإسرائيلى، وأنه ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية فى لندن عام 1968 عارضا خدماته على الموساد، وكانوا يدفعون له 100 ألف جنيه إسترلينى عن المقابلة الواحدة، وأنه حمل أسماء حركية مثل: «الصهر» أو «العريس» أو «رسول بابل»، وأنه نقل اجتماعات عبدالناصر مع السوفيت، ونقل لرئيس الموساد موعد حرب أكتوبر يوم 5 اكتوبر 1973 فى لندن. وأكدت لجنة التحقيق الإسرائيلية ذلك بأقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إبان حرب أكتوبر إيلى عيزرا وقال أمام لجنة إجرانات للتحقيق فى هزيمة أكتوبر للإسرائيليين: إن بابل نقل معلومات دقيقة إلى إسرائيل لكى يحظى بثقتهم.
وفى يوم جنازته أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك إعلانًا نعى فيه أشرف مروان، بعد أن سار فى الجنازة، وكان النعش ملفوفًا بعلم مصر، وقال مبارك «إن أشرف مروان قدم خدمات لمصر، وقام بدور وطنى»لكن محمد حسنين هيكل فى كتابه «مبارك وزمانه» كشف أنه بعث برسالة إلى مبارك - عن طريق صديق لهيكل قريب من مبارك - يطلب فيها إجراء تحقيق رسمى فى الموضوع، ويرى أن مبارك لا يملك إعلان براءة أشرف مروان بدون أسباب أو حيثيات.
ويروى هيكل قصة لقاء جمعه فى لندن مع أشرف مروان وحين سأله هيكل: أنت لم تأت إلى القاهرة طوال هذه السنة والنصف، ولا أعرف إذا كنت ممنوعا من المجىء لها بطلب من الرئيس «مبارك» الذى نصحك بالسفر منها أثناء لقائك معه فى ضريح الرئيس عبدالناصر. ويقول هيكل:
فوجئت بردة فعل «أشرف مروان» وبانفعاله فى الرد، فقد قال:
هو لم يطلب منى أن أسافر كما يشيعون فى القاهرة، وهو لا يستطيع أن يمنعنى
وحين سألت:
ولماذا لا يستطيع؟! ألا يملك سلطة.
ولم ينتظر أن أكمل كلامى، بل قال بحدة:
هو لا يملك أى سلطة، وهو لا يستطيع، وبدورى قاطعته قائلا:
أشرف. أليس هذا كلاما كبيرا؟
وكان رده هو موضع المفاجأة الحقيقية:
هو لا يستطيع.. أقولها لك، أننى أستطيع تدميره.
والتفت إليه أدقق فى ملامح وجهه، وكرر العبارة بالإنجليزية تلك المرة قائلا: I can destroy him، زاد قائلا: أستطيع تدميره وتدمير غيره معه، وذكر اسم اللواء عمر سليمان.
قالها وكررها وهو يمد سبابته إلى الأمام فى تأكيد إضافى
وسألنى «أشرف:
هل تتصور أن صهر «جمال عبدالناصر» جاسوس؟! وأنت كنت أقرب الأصدقاء إليه وتعرفه؟!!
وقلت بصراحة: «دعنى أكون واضحا معك، لا شهادة حُسن سير وسلوك من «أنور السادات»، ولا صلة مصاهرة مع «جمال عبدالناصر» تعطيان عصمة لأحد.. نحن أمام مشكلة حقيقية تقتضى وضوحا مقنعا حقيقيا.
ويروى هيكل أن هناك ما قطع اللقاء
ولم يتصل بى «أشرف مروان ولم اتصل به، حتى سمعت بالنهاية المأساوية والحزينة التى انتهت بها حياته!
وفى عام 2007 سقط أشرف مروان من شرفة شقته فى الدور الرابع على الأرض وقيل كلام كثير عن الحادث ولم يصل التحقيق لدى السلطات البريطانية إلى أى خطوة.. وقيل إن أشرف مروان كان قد انتهى من إعداد مذكراته وفيها من الأسرار والخبايا غير قليل.. وثارت الكثير من التفسيرات والأقاويل عن أن مروان كان على علاقات كثيرة بأجهزة مخابرات وأنه يحتمل أن يكون قتله ليبيون أو عرب أو أجانب أو من أى جهاز مخابرات آخر أو أى ممن كان يوجه إليهم تهديداته، خاصة أن اختيار يوم مقتل مروان لم يكن عشوائياً، فقد تم اختياره بدقة، لأن الحكومة البريطانية والبوليس والشعب والإعلام كانوا مشغولين بالاحتفال بتنصيب رئيس الوزراء «جوردون براون» وتسلمه السلطة من تونى بلير. المهم أن أشرف مروان اختفى، وبقى مبارك الذى حضر جنازته، وحرص على إعلان براءته من أى اتهام بالجاسوسية، لكنه لم ينف أن عالم أشرف مروان كان جزءًا من عالم السياسة، وطرفًا مهما فى محطات حياته، منذ كان نائبًا للرئيس السادات، ثم رئيسًا.
◄ مبارك الفرعون الأخير .. الحلقة الأولى:كيف تصرف مبارك فى اليوم التالى للتنحى؟..طلب الاتصال بالنائب والمشير.. وانقبض من مشهد الأفراح فى الشوارع.. وتذكر شاوشيسكو وصدام وقال بلدنا مش كده
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثانية:قال لأوباما: أنت لا تعرف وبعدها سأل نفسه:من يكون هذا الشعب ولماذا ثار ضدى؟..عندما سقط الإخوان اعتبره تحقيقا للنبوءة..وأصيب بأزمة بعد تأكده أنه متهم
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحيرة إلى المنوفية.. قصة صاحب الكرامات..عبد العزيز باشا فهمى توسط لتوظيف والده حاجبا.. وأدخل مبارك الكلية الحربية
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الرابعة..قصة مبارك وعبد الناصر..دخل مبارك الكلية الحربية عام 1947 بوساطة المحامى الشهير عبدالعزيز باشا فهمى وبعد عامين دخل الطيران
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة..ليلى والدة سوزان البريطانية رفضت خطبة حسنى لابنتها ثلاث مرات بسبب فرق السن والمستوى الاجتماعى
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السادسة.. قصة أسر العقيد حسنى مبارك فى المغرب.. السادات قال لمبارك بعد عودته من الاتحاد السوفيتى: أنت طلعت عُقر.. وهيكل أشار لمشاركته فى اغتيال زعيم المهدية
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة السابعة.. المخابرات الأمريكية كانت تحتفظ بفيديو عن مبارك وزوجته سوزان وقال باحث أمريكى زوجته الإنجليزية سبب اختياره .. كيف فضل السادات مبارك
◄ مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار الحرب الخفية والإطاحة بالمشير.. خطط مبارك للتخلص من المشير بعد ظهور اسمه مرشحا للرئاسة فى أول اجتماع بعد اغتيال السادات
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
◄مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة العاشرة.. مبارك خطط للإطاحة بمنافسه منصور حسن وقال له: ماتبقاش تلعب معايا تانى..تقرير المخابرات الإيطالية عن مبارك أثار غضب السادات فقال: حسنى بيلعب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.