اكدت منظمة الصحة العالمية، تدهور الحالة الإنسانية فى العراق بشكلً هائل خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة فى منطقة نينوى، ومحافظتى صلاح الدين وديالى، ويقدر أن أكثر من 500 ألف شخص فروا من ديارهم فى الموصل والمناطق المحيطة بها، وأن ما يقدر ب 100 ألف شخص دخلوا إلى إربيل، بجانب فرار 200 ألف شخص إلى دهوك. وأضافت المنظمة فى بيانها الصادر، اليوم الاثنين، حول الأوضاع الإنسانية بالعراق، أن ما يقرب من 25 ألف شخص يبحثون عن المأوى فى المدارس والمساجد فى مدينة الموصل، مع عدم تمكنهم من الحصول على مياه للشرب، وذلك لأن محطة المياه الرئيسية فى المنطقة تم تدميرها خلال القصف، فى الوقت الذى تصل فيه بلاغات عن نقص الغذاء، موضحة أنه ومع استمرار القتال، هناك المزيد من مئات الآلاف من الأشخاص تقطعت بهم السبل فى نقاط التفتيش بدون أمتعة ولا مال للسكن، أو الغذاء أو الماء أو الرعاية الطبية. واشار البيان إلى أنه لايوجد حتى الآن وأرقام دقيقة للخسائر البشرية، لكنها تصل إلى المئات، لذلك تشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء الحالة الصحية، التى من المتوقع أن تشهد تدهوراً نظراً لتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، والصعوبات فى توجيه الموارد البشرية والنقل والإمداد من بغداد إلى المناطق المتضررة. وتشتمل المخاطر الصحية الفورية والحرجة التى تثير قلق منظمة الصحة العالمية على انتشار الحصبة، وهو مرض متوطن فى الموصل، ويمكن أن يؤدى إلى وقوع وباء، لا سيما فى المناطق المكتظة التى يوجد فيها النازحون، كما أن انتشار شلل الأطفال يشكل خطراً كبيراً حيث تم الإبلاغ عن حالات جديدة فى البلاد فى مطلع العام الجارى نتيجة للأزمة فى سوريا، لذلك تم تعزيز نظام الإنذار والاستجابة المبكر فى كردستان والموصل. وتطلق منظمة الصحة العالمية أيضا أنشطة تلقيح طارئة بشأن شلل الأطفال والحصبة للنازحين الداخليين بالتعاون مع مديريات الصحة فى دهوك وأربيل. ونظراً لتوقف خدمات المياه والصرف الصحى نتيجة للأزمة، هناك خطر متزايد للإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإسهال المائى الحاد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف القادمة. وهناك فريق من منظمة الصحة العالمية موجود حاليا فى الميدان يجرى تقييماً لخطر انتشار الأوبئة فى المناطق المتضررة، ويتأكد من فعالية نظم الاستجابة السريعة واحتواء فاشيات الأمراض. ووفقا للتقييم الأولى السريع للمرافق الصحية فى الموصل، هناك ثلاثة من سبعة مستشفيات فى المدينة تعمل جزئيا نظراً لافتقارها إلى الموارد البشرية والتمويل، بينما تعمل المستشفيات المتبقية بكامل طاقتها، بما فى ذلك مستشفى طب أطفال ومستشفى جراحي. ومن أصل 40 من عيادات الرعاية الصحية الأولية فى مدينة الموصل، تعمل 37 عيادة بكامل طاقتها من الموظفين مع وجود إمدادات الأدوية والمياه والكهرباء، لكن مع استمرار الأزمة، قد يشكل وصول السكان إلى المرافق الصحية فى الموصل تحدياً. وفى سياق متصل، تدعم المنظمة مديرية الصحة فى دهوك، بتقديم الإمدادات الطبية للعيادات المتنقلة وأيضا توفر المجموعات الصحية الطارئة المشتركة بين الوكالات والتى تحتوى على الأدوية واللوازم الطبية ل 20 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر، وكذلك مجموعات علاج الصدمات لعلاج 200 شخص، ومستلزمات مكافحة أمراض الإسهال لعلاج 200 شخص مصابين بإسهال حاد أو 400 شخص مصابين بإسهال معتدل.