"ثورة القباقيب" هكذا أطلق معتصمو وزارة الثقافة على المسيرة الحاشدة التى نظموها فى يوم 30 يونيو 2013، والتى انطلقت من أمام وزارة الثقافة بشارع شجرة الدر بحى الزمالك متجهة إلى ميدان التحرير والاتحادية، لتلتحم ببقية الشعب رافعين بها القباقيب فى وجه نظام فصل نفسه عن الواقع الثقافى والفنى بمصر وبات يحلم باليوم الذى يحجر فيه على الفن والثقافة المصرية، دون أن يدرك أن الفن فكر، والفكر لا يمكن محاصرته أو تقييده، فجاءت نهايتهم سريعة ومحسومة وب"القبقاب". وعلى رنة تلاطم القباقيب كان هتاف "ارحل" هو المسيطر على الأجواء، وكالعادة.. الفنانون دائما ما يخرجون عن سياق التقليدية فى كل شىء بحياتهم حتى عندما يثورن ويتمردون على الأوضاع، فلم تأت لهم فكرة القباقيب من فراغ، وإنما حملت رمزًا لحقبة من تاريخ مصر تجسدت بها الثورة الشعبية على الظلم، فكان القبقاب هو السلاح الشعبى الذى استخدم للقضاء على شجرة الدر، وإنهاء عصر عانى به المصريون من حكام طغاة لتنتقل السلطة فيما بعد إلى "قطز" وتبدأ مصر عصرا جديدا من أقوى عصورها. وعلى هذا الغرار اتخذ الفنانون والمثقفون القائمون على تنظيم المسيرة مغزى سياسى وثورى، وأوحى لهم موقعهم بشارع شجرة الدر هذه الفكرة التى حاولوا من خلالها توديع آخر يوم للحكم الإخوانى على طريقتهم الخاصة، منتظرين أن يعيد التاريخ نفسه ويأتى "قطز" جديد يأخذ بيد مصر إلى النور بعد 30 عامًا من الظلام. الفنانة مها عفت، إحدى المشاركات بالاعتصام والمنظمات لمثيرة "القباقيب"، قالت ل"اليوم السابع": استوحينا الفكرة من القصة التاريخية الشهيرة الخاصة بضرب شجرة الدر من قبل بعض السيدات المصريات من عامة الشعب، لتنتهى صفحة من الظلم والاستبداد من تاريخ مصر وتبدأ صفحة جديدة. متابعة" وتمنينا فى ذلك الوقت أن يعيد التاريخ نفسه، وهذا ما حدث بالفعل عندما تخلصنا من حكم مرسى وأعوانه، وبعد سنة من الثورة ها نحن نبدأ حكم وعصر جديد نتمنى أن ترى به مصر التقدم والانتصار فى شتى المجالات مثلما حدث فى فترة قطز، وتعود إلى مكانتها الطبيعية على مستوى الشرق الأوسط والعالم أجمع.