قال الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، إن تاريخ ميثاق الأممالمتحدة يؤكد أنها أداة وضعت العالم العربى تحت التصرف منعدم الإرادة، بالرغم من إنشاء جامعة الدول العربية ضحية السياسات العربية التى أثقلت كاهلها كثيرا حتى عجزت عن تقديم القضايا العربية أمام الأممالمتحدة التى تم استخدامها كستار لانتهاك حقوق الدول العربية. ووصف الأشعل ما تعانيه مصر قائلا: "مصر تعانى من احتباس دموى فى رقبتها بالرغم من أن الجسد ملىء بالعافية، ولكن المشكلة فى الرأس التى تحتاج لعملية جراحية لمداواتها". وشن الأشعل خلال الندوة المتخصصة التى عقدها مركز يافا للدراسات والأبحاث برئاسة الدكتور رفعت سيد أحمد تحت عنوان "الأبعاد القانونية والسياسية لسقوط دور الأممالمتحدة تجاه القضايا العربية والإسلامية" هجوما حادا على أساليب الإدارة العربية التى حجبت القدرات الحقيقية لهذه الشعوب، التى يعيش كل منها فى واد بعيد كل البعد عن الآخر، مؤكدا أن جميع المشاركات الدولية ما هى إلا مشاركات حكومات وأنظمة وليست مشاركات شعبية قائلا "عندما تشارك مصر بمؤتمر هذا يعنى أن المشارك هو الحكومة وليس الشعب". وقارن الأشعل بين الجدار العازل الذى تبنيه السلطات المصرية حاليا والذى تبنيه إسرائيل، مستطردا أن ما تدشنه مصر من سياسات مجهولة الهوية لا يتعلق بجهلها القانونى، ولكن بعدم تقديرها لوعى الشعب المصرى، داعيا إلى القفز بمصر من الجانب الموحل التى هوت فيه إلى الجانب الآخر، مطالبا الشباب تفحص كل وثيقة تتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى فهى بمثابة الدافع والخيط الذى من الممكن أن تبنى عليه خطة الانتقال إلى الجانب الإيجابى. وفيما يخص دور الأممالمتحدة فى العالم العربى، اتخذ الدكتور عبد الكريم العلوجى محلل سياسى عراقى العراق نموذجا، متحدثا عن مجموع القرارات التى اتخذتها الأممالمتحدة والتى كانت سببا فى مقتل أكثر من مليون طفل عراقى غير ما آلت إليه من مجاعات وحصار مدمر. معلنا أنه منذ الغزو وحتى الآن لم يسمع صوت للأمم المتحدة منددا على الأقل بما يحدث، قائلا إن ما يحدث من اختراق دولى من قبل الولاياتالمتحدة هو بدعم من الأممالمتحدة. أوضح العلوجى أن كل ما أصدر من قوانين خلال فترة الاحتلال باطلة وغير شرعية، متخذا قانون الانتخابات الذى لم يقر إلا بحضور السفير الأمريكى، مشيرا إلى سيطرة الولاياتالمتحدةالأمريكية على العراق قانونيا وأمنيا، محملها مسئولية الإبادة المستمرة والجماعية للعراقيين فى ظل حالة من التواطوء. وفى ورقة بحثية قدمها الباحث خالد محيى الدين تتبعت قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالتحديد على مدار ستين عاما، والتى أوضحت التراخى التام فى اتخاذ القرارات مع إسرائيل فى مقابل تشدد تام مع العرب والمسلمين، قائلا: "هناك 87 فيتو اتخذتهم أمريكا طوال ال64 عاما، منهم 43 فيتو لإيقاف إدانات موجهة لإسرائيل منهم 4 ضد وقف تمدد المستوطنات الإسرائيلية". وحول الدور المفقود للأمم المتحدة أوضح الدكتور رفعت سيد أحمد كيف كانت وما زالت هذه المنظمة الدولية عبر 64 عاما منذ إنشائها الشاهد الزور، فهى منظمة من ورق تتبع الدول العظمى، مبيننا أن الاممالمتحدة لا تضم حاليا غير حكومات، معلنا أنه يوم تضم نبضا شعبيا ستصبح فى صالح الشعوب، ولكنها استخدمت استخداما سلبيا لمضيعة ثروات وجهود الشعوب، مؤكدا أن هناك شوطا طويلا ستقطعه الدول العربية إذا أرادت إيجاد بديل إيجابى عما هو راهن من ميثاق حالم وحقيقة مؤلمة.