أثار التقرير الذى نشرته جريدة الجارديان البريطانية اليوم، الجمعة، عن وجود تعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" وضباط أمن فلسطينيين متهمين بتعذيب أنصار لحركة حماس فى الضفة الغربية، غضب السلطة الفلسطينية، بينما اتخذت منه حماس فرصة لتجديد هجومها على الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن". مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون السياسية نمر حماد، وصف تقرير الجارديان بال"سخيف"، وأكد فى تصريحاته الخاصة لليوم السابع عبر الهاتف من رام الله "أن هذا الكلام غير دقيق بالمرة ويحمل تناقضات كثيرة، كما أنه جاء مجرد كلام مرسل دون حقائق أو إثباتات"، مشيراً إلى أنه كلام لا يستحق حتى مجرد الرد عليه، وقال متهكما "التعذيب لا يحتاج إلى أعوان وإذا أرادت السلطة تعذيب اتباع حماس فلن تحتاج إلى من يعاونها على ذلك". ولفت حماد إلى أن المعروف لدى الجميع أن هناك جهات خارجية دربت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وشارك فيها بريطانيون وأردنيون ومصريون، لكنه مجرد تدريب ولم تشرف فى يوم على عمل هذه الأجهزة، موضحاً "أن حماس وجدت فى هذا التقرير فرصة جيدة لشن الهجوم على السلطة الوطنية والتأكيد على ما تروج له من وجود معتقلين سياسيين لها فى الضفة الغربية، وهو ما نفته السلطة فى أكثر من مرة، حيث يوجد أشخاص عليهم أحكام ولا دليل واحد على تعذيبهم ولا على تعاون الCIA معها فى هذا الشأن". وفى الوقت ذاته أكدت حماس صحة ما ورد فى تقرير الجارديان، حيث عقد المتحدث الإعلامى باسم الحركة سامى أبو زهرى مؤتمرا صحفيا فى غزة، أوضح من خلاله أن هناك تعذيبا لمعتقليها فى سجون السلطة فى الضفة الغربية، وأن ذلك يأتى فى سياق استئصال الحركة، متهما الجنرال الأمريكى "كيت دايتون" بقيادة ما وصفه بمشروع الاستئصال. وأشار أبو زهرى إلى أن تقرير الجارديان يؤكد التورط المباشر لأمريكا فى الحرب على حماس، كما حمل أبو مازن المسئولية المباشرة حيال ذلك، موضحا أن تلك المعلومات دليل على عدم صدق ما قاله عن رغبته فى إتمام المصالحة الفلسطينية. وكانت الصحيفة قد ذكرت فى تقريرها أن ضباطا من CIA تعاونوا مع ضباط أمن فلسطينيين يمارسون التعذيب، رغم مرور أقل من عام على توقيع الرئيس باراك أوباما امرأ يمنع التعذيب ويحدد الطرق القانونية فى استجواب من هم فى عهدة السلطات الأمريكية، كما لفتت إلى أن العلاقة بين CIA وجهاز الأمن الوقائى وجهاز الاستخبارات العامة الفلسطينى، قريبة جدا لدرجة أن ضباط CIA كانوا يشرفون، على ما يبدو، على عمل الجهازين.