أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اليوم يومَ حداد وطنى على قتلى أحداث العنف التى وقعت فى بيروت مساء أمس وراح ضحيتها ثمانية قتلى بالإضافة إلى خمسين جريحاً ، ودعا اللبنانيين إلى انتظار نتائج التحقيقات التى يجريها الجيش والقوى الأمنية للوقوف على حقيقة ما جرى. بينما أصدر الجيش اللبنانى بياناً وصف فيه تسلسل الأحداث وأعلن أنه بدأ تحقيقاً فى ملابسات وأسباب تصاعد الاشتباكات وما أسفرت عنه من سقوط ضحايا لتحديد المسئولين عن إطلاق النار. وجاء فى البيان "عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الأحد تجمع حشد من المواطنين فى حى معوض وتقاطع كنيسة مار مخايل-الشياح ولاحقاً فى مناطق أخرى وأشعلوا الإطارات وقطعوا الطرقات احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائى وعلى أثر ذلك تدخلت وحدات الجيش لإعادة فتح الطرقات وتفريق المتظاهرين، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع حصول إطلاق نار أدى إلى مقتل مواطنين اثنين أحدهما كان يعمل فى إطار تهدئة الوضع إضافة إلى إصابة آخرين بجروح، فيما بوشر التحقيق لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية مطلقى النار". وطالب بيان الجيش المواطنين ب "التحلى بروح المسئولية الوطنية والتعاون مع هذه القوى الساهرة على أمنهم واستقرارهم". وقد تبادلت المعارضة والموالاة فى لبنان الاتهامات حول مسئولية الأحداث حيث أصدر حزب الله بياناً دعا فيه المتظاهرين إلى الهدوء لكنه قال: "إن الحزب يحمل الحكومة مسئولية كل قطرة دم سالت". وكان حسن فضل الله - النائب عن حزب الله - قد حمّل فريق السلطة المسئولية ، خاصة أن القتلى من بينهم 6 من حزب الله وحركة أمل المعارضتين - وطالب الجيش اللبنانى بالكشف عمن أطلق النار، ملمحاً إلى أن شهود العيان يؤكدون وجود "قنّاصين مجهولين" هم من أطلق النار . وفى نفس الوقت اتهم سمير جعجع نائب رئيس حزب القوات اللبنانية وأحد أطراف فريق الموالاة قوى المعارضة بأنها المتسبب فى الحوادث الجارية، قائلاً إن التظاهرات لم تكن لها صفة السلمية وإنها محاولة لتعطيل التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة. ونقل موقع حركة أمل وصفاً للحوادث قائلا "إنه فى حوالى الرابعة عصر اليوم تجمع مواطنون محتجون على انقطاع التيار الكهربائى عند تقاطع مار مخايل – الشياح، وأحرقوا الإطارات المطاطية مقفلين الطريق بالكامل . وعلى الفور توجهت دورية لقوى الأمن الداخلى والجيش اللبنانى إلى المنطقة للعمل على إعادة فتح الطريق. وفى هذه الأثناء سمع إطلاق نار فى المنطقة، وكثفت القوى الأمنية عناصرها وقطعت الطريق المؤدية إلى الشفروليه، حفاظا على سلامة المواطنين وإفساحا فى المجال للقوى الأمنية بمعالجة الوضع. وقرابة الرابعة والنصف تم إخماد الحريق وبدأ المتظاهرون بالتراجع، وسيطر الجيش على الوضع، فتدخلت الحركة وأرسلت أحمد حمزة كمنسق مع مخابرات الجيش اللبنانى لضبط الوضع. وسرعان ما سمع إطلاق نار من أحد المباني المجاورة قام به قنّاص مجهول سقط على أثره أحمد حمزة شهيداً بعد نقله إلى مستشفى الساحل متأثرا بإصابته بالرصاص فى منطقة مار مخايل، وتتالت رصاصات القنص والغدر لتطال يوسف مصطفى شقير الذى توفى فى مستشفى بهمن بعدما نقل إليها مصابا." وقد أصدرت وزارة الخارجية الكندية بياناً يدعو مواطنيها إلى تجنب السفر إلى لبنان قدر الإمكان بسبب الاضطرابات السياسية وتفاقم الوضع الأمنى فى البلاد. وقالت الوزارة إن "مظاهرات عنيفة حصلت فى بيروت وضواحيها وفى وادى البقاع فى 27و 28يناير، وأغلق الطريق المؤدى إلى مطار بيروت الدولى".