اهتمت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية بالتعليق على موقف "مبارك" من أعمال الشغب والعنف التى خلفتها المباراة الفاصلة بين منتخبى مصر والجزائر فى الخرطوم، وقالت فى تقرير أعده ثيودور ماى، إن اختيار الرئيس مبارك ونجليه علاء وجمال أن يقفوا إلى جانب الشعب فى محنة ما ليس أمراًَ معتاداً، بل أدت الانزلاقات الأرضية وحوادث القطارات الكارثية ونقص الغذاء وحملات الاعتقالات السياسية إلى سيادة شعور بالغضب تجاه الرئيس مبارك. وترى الصحيفة أن آل "مبارك" دعموا لأول مرة الجانب الشعبى الغاضب، ولكن على ما يبدو لتحقيق نتيجة معينة، وبدلاً من أن يتركوا نيران هذا الحادث تخمد، ويدعو الشعب للتحلى بالهدوء، كما هو معتاد فى جميع الانتفاضات الشعبية، أقحموا أنفسهم فى هذه المعمعة، واستخدموا لغة خطاب لاذعة، ورفعوا مستوى الصراع من مستوى الشارع إلى أروقة الحكومة. وكان علاء مبارك أول من بدأ هذا الأسلوب عندما أجرى مداخلة هاتفية لعدد من البرامج يدين فيها ما تعرض له المصريون من إهانة فى الخرطوم، داعياً المسئولين إلى "أخذ موقف حاسم"، مذكراً أن المصريين لا يجب أبداً أن يكون عرضة لمثل هذه الأحداث. وبعده أكد الرئيس مبارك فى خطابه أمام البرلمان، أن كرامة المصريين جزء من كرامة مصر، ولن تتساهل مصر مع هؤلاء الذين يخدشون كرامة أبنائها. أما جمال مبارك، الذى ينظر إليه كأوفر المرشحين حظاً لخلافة والده الرئيس على كرسى الرئاسة، استغل الرأى العام المصرى قائلاً، "من يعتقد أن هذا الأمر سيمر مرور الكرام، فهو خاطئ، وسيواجهون عواقب الغضب المصريين". ويرى ماى أن الحكومة بدت عازمة على ردع أى رغبة لرؤية المزيد من تدفق الدماء بين الطرفين، ولكنها فى الوقت نفسه استخدمت لغة خطاب غاضبة كان الشارع المصرى مشتاقا إليها، وإلى أن تلتف صفوف المصريين حكومة وشعب وراء قضية واحدة.