أجمع مراقبون لانتخابات نقيب الصحفيين أن مكرم محمد أحمد المرشح على منصب نقيب الصحفيين، كانت خطواته أسرع وأكثر من ضياء رشوان منافسه على نفس المنصب، بالإضافة إلى تدارك الاثنين للأخطاء التى وقعا فيها قبل الجولة الأولى من الانتخابات والتى أجريت يوم الأحد الماضى، فخلال هذا الأسبوع الحاسم فى تاريخ النقابة وقبل يوم الإعادة غدا الأحد، استطاع المرشحان الوصول إلى الفئات التى لم يهتم أى منهما بها، حيث عمد مكرم الوصول إلى شباب الصحفيين الذين لعبوا دورا كبيرا فى الجولة الأولى وكانت وسيلته فى الوصول إليهم هو الإنترنت، بينما اتجه رشوان إلى الصحفيين الكبار والدعوة إلى استقطابهم وعلى رأسهم جمال الغيطانى، وأحمد طه النقر، وسمير تادرس، ويوسف القعيد، وهو ما ظهر فى إصدارهم بيانا لمساندته. كانت خطة مكرم ليعود بقوة هو أن يتخلص أولا من الشوكة التى وقفت فى حلقه أثناء الجولة الأولى للانتخابات وهم صحفيو الشعب الذين كان لهم تأثير قوى ضده فى الانتخابات حتى مع إصراره على أنهم لم يؤثروا بشكل حاسم فى المعركة الانتخابية، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن مشهد المضربين من صحفيى الشعب وهم يفترشون الأرض والميكرفون الذى أمسك به صلاح بديوى ليندد بمكرم لعدم قيامه بحل مشكلته لم يكن له تأثير قوى على كل من يدخل إلى النقابة من الأعضاء ليتعاطف معهم، وكأن مكرم هو سبب عثرتهم، وليس النظام وحكومته منذ سنوات عديدة . مكرم تحرك بسرعة وتعمد إنهاء الأزمة من خلال لقائه برئيس مجلس الشورى وأبرم معهم اتفاقا لإنهاء الإضراب بشكل فورى، فى مقابل الاستجابة إلى مطالبهم وهو ما حدث بالفعل . فى حين يرى البعض الآخر أن السبب وراء حل مشكلتهم هو مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب عندما أضرب معهم يوما وقام بعمل اتصالات مكثفة بصفوت الشريف وبعدها استطاع مكرم أن يحصل على حل لهذه المشكلة، وهو الرأى الذى يؤيده على القماش رئيس لجنة الأداء النقابى ولعل التصريحات التى فاجأ بها مكرم الصحفيين حول زيادة المدينة السكنية ب6 أكتوبر نحو 20 فدانا وأن سعر المتر فيها يتراوح ما بين 1300 إلى 1500 جنيه، كانت أهم الأسلحة التى استخدمها النقيب السابق ضد مرشحه، علاوة على تكثيف زيارته للمؤسسات الصحفية التى وصلت إلى أربع أو خمس زيارات فى اليوم الواحد، وهو مجهود شاق على رجل فى مثل سنة، ولكنه علل ذلك بقوله فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته مؤسسة الأهرام له أمس" ربما يصعب على رجل فى مثل سنى القيام بذلك ولكنى أمتلك عزيمة الشباب". المشكلات التى يرى مكرم أنها كانت إحدى نقاط الضعف التى واجهته خلال يوم التصويت والاقتراع، حاول جاهدا التخلص منها برسائل الsms والتى جاء فى مقدمتها استعادة أرض مشروع بالوظة. على القماش أحد صحفيى الشعب وهو أحد المعارضين لانتخاب مكرم، وصف هذه الرسائل بأنها خطوة مؤثرة بصرف النظر عن مدى صحة أو دقة المعلومات التى تبث فيها، قائلا على سبيل المثال عندما يقرأ الصحفيون رسالة عن حل مشكلة بالوظة، فالفئة غير المهتمة منهم بالعمل النقابى وغير المتابعين بشكل جيد لما يحدث، سيعتقد أن المشكلة تم حلها فعلا بدون البحث عن كيفية حلها أو هل الحل نهائى أم لا. وقال القماش إن تحرك مكرم كان أكثر من ضياء خلال الأسبوع الحالى حيث لم يظهر تصريح رنان لضياء سوى تصريحه الأخير بأنه لا علاقة له برسائل الهواتف المحمولة التى نصت على أنه لو رغب أحد الصحفيين فى تغيير رئيسه بالصحف القومية ينتخب ضياء رشوان الذى جاء رده بأنه لا علاقة له بها وأن الهدف منها تشويه صورته. وعلل تحركات رشوان الأقل، بالإمكانيات التى يتمتع بها منافسه من جانب الحكومة وقيادات المؤسسات القومية وأعضاء المجلس المؤيدين له. عبد الجواد أبو كب رئيس الاتحاد العربى للصحفيين الشبان، اعتبر أن التحرك فى "الاتجاه العكسى" كان السمة المشتركة بين كلا المرشحين بعد أن تداركا الأخطاء التى وقع فيها كل منهما، قائلا مكرم ضامن أصوات جيله القدامى، لذا بدأ فى اللعب على أصوات الجيل الأصغر من الشباب من خلال استهدافهم عبر جروبات الفيس بوك وتدشين موقع إلكترونى له ورسائل الsms المكثفة بالرغم من عدم تعاطيه تلك الوسائل قبل انتخابات الجولة الأولى، بالإضافة إلى أن زياراته وتحركاته داخل المؤسسات اتسمت بالتحرك النوعى وليس مجرد الذهاب لعقد ندوات أو مؤتمرات فى تلك المؤسسات بل سعى إلى لقاء الشباب والتحدث إليهم. فضلا عن قيام مكرم بتأسيس غرفة عمليات خاصة مهمتها ترتيب الزيارات والمواعيد ومراقبة الساحة الانتخابية وما يحدث فيها وإرسال الرسائل والوصول إلى الشباب عبر شبكة الإنترنت. وعلى الجانب الآخر قال أبو كب لم يكن ضياء فى حملته قبل الجولة الأولى مهتما بكبار الصحفيين وقيادات المؤسسات الصحفية، عكس اهتمامه بالشباب، لذا حاول الوصول إليهم وكسب تأييدهم علاوة على تكثيف تحركاته فى الانتخابات وهو الاعتماد على الاتصال الفردى بالناخبين، وهذا التحرك خطر فى أى عملية انتخابية لأنه يعتمد على التسلسل العنقودى فى التصويت حيث يقوم كل ناخب بإحضار صوت أو أكثر لصالحه. وأضاف قائلا إن الرؤية البصرية للجولة الأولى كانت فى صالح ضياء رشوان ولكنى أعتقد أنها ستختلف فى الجولة الثانية، حيث سيزيد عدد الذين يرفعون شعار المرشح الذى يؤيدونه، كما أن التغطية الإعلامية ستكون كثيفة معللا ذلك بأن انتخابات النقيب خرجت من إطارها المهنى إلى أنها تحولت إلى معركة سياسية، وهو ما سيجعلها تحظى بمتابعة دقيقة من الإعلام وحتى من قبل رجل الشارع العادى كما أن الصحفيين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين سيكثفون من حضورهم. ويرى أبو كب أن هذا لا يعنى أن المعارضة كلها صوتت لضياء أو أن الصحف القومية صوتت لمكرم، مؤكدا أن رشوان حصل على الكوتة الأكبر من الأصوات من الصحف القومية، قائلا بل والأغرب تطورا فى انتخابات النقيب أن تصويت التكتل الرئيسى بالأهرام ومجلة الإذاعة والتلفزيون وأكتوبر يتجه لضياء رشوان، وفى المقابل تصويت الشعب والبديل والأهالى والوفد وباقى جرائد أحزاب المعارضة يسير فى اتجاه مكرم محمد أحمد، ويتوقع أن يزيد عدد أعضاء الجمعية العمومية فى جولة الإعادة إلى أكثر من 1000 صحفى. معللا عدم حضور نسبة كبيرة من الصحفيين خاصة فى المؤسسات القومية، بأنهم لم يعتقدوا بأن المنافسة قوية إلى هذا الحد، وكان الاعتقاد السائد أن ضياء رشح نفسه استعدادا للانتخابات القادمة. وأكد أن الملفات العالقة سيكون لها دور فى جولة الإعادة منها الاحتجاج الذى سيقوم به عدد من الصحفيين غدا من أجل البدل وملف المستبعدين من المسائية. توضيح حول تعليقات الزملاء على انتخابات النقيب يمكنك إرسال المقالات لليوم السابع على البريد الإلكترونى : [email protected]