رهن خبراء ومحللون اقتصاديون حدوث ارتفاع قوى للبورصة المصرية خلال الأيام المتبقية من العام الحالى بإتمام صفقة بيع الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" أو الإعلان عن تطورات إيجابية بشأن الصفقة. وقال الخبراء إن البورصة المصرية مهيأة لتلقى أى أنباء إيجابية يمكنها أن تتفاعل معها بعد أسابيع طويلة من الهبوط والخسائر التى منى بها المستثمرون بسبب عدم استقرار أوضاع الأسواق العالمية وتداعيات أزمة ديون دبى. ويرى محلل أسواق المال محمود البنا أن البورصة المصرية عانت كثيرا من الهبوط، مما يجعل أى أنباء إيجابية تظهر حاليا من شأنها إعادة الاتجاه الصعودى القوى للسوق مرة أخرى، خاصة أن هناك سيولة كبيرة لا تزال متحفظة وتتردد فى دخول السوق. وأوضح أن البوصة المصرية سجلت تحسنا كبيرا فى تعاملات أمس الأول الخميس على خلفية أنباء عن حل أزمة بيع "موبينيل" لصالح شركة "فرانس تليكوم".. مؤكدا أنه فى حال إتمام الصفقة فعليا فإن السوق ستشهد طفرات سعرية كبيرة ربما تعيد الأسعار إلى ما كانت عليه قبل أسابيع. كانت هيئة الرقابة المالية المصرية قد أعلنت مساء أمس الأول الخميس موافقتها على عرض مقدم من شركة "فرانس تليكوم" لشراء كامل أسهم "موبينيل" بسعر 245 جنيها للسهم الواحد، وهو ما يقل بنحو 28 جنيها عن السعر الذى أقرته محكمة التحكيم التجارية الدولية البالغ 26ر273 جنيه وتتمسك به "أوراسكوم تليكوم". وأشار محمود البنا إلى أن حدوث عراقيل جديدة أمام إتمام الصفقة بسبب موقف شركة "أوراسكوم تليكوم" الرافض للعرض الفرنسى قد يؤدى إلى عودة حالة عدم الاستقرار من جديد إلى السوق، فضلا عن حالة الإحباط التى ستسيطر على المستثمرين، خاصة الأفراد الذين باتوا ينتظرون أى شىء إيجابى فى الفترة الأخيرة. وقال محلل أسواق المال محمود البنا إن البورصة المصرية لم تستفد من التعافى والصعود الكبير الذى سجلته أسواق المال العالمية فى الأسابيع الأخيرة، بسبب ضغوط بيعية من قبل مؤسسات وصناديق استثمارية كبرى، مما ألحق خسائر كبيرة بالأفراد. معتبرا أن أى نبأ إيجابى من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعى، وأكد أن أسعار غالبية الأسهم بالبورصة المصرية تتداول بأقل من قيمتها بأكثر من 50% بما يجعها مغرية وجاذبة للشراء، لكن شح السيولة والإحجام عن الشراء بسبب عدم وجود حوافز وأنباء إيجابية كان يقف أمام وجود عمليات شراء قوية. من جانبه، قال محلل أسواق المال محمد عبد القوى إن مؤشرات البورصة المصرية انخفضت بأكثر من 20% فى الشهرين الأخيرين بسبب حالة عدم الاستقرار التى شهدتها أسواق المال العالمية.. لافتا إلى أن غالبية البورصات الكبرى عوضت كل خسائرها، بل وسجلت مستويات قياسية جديدة بعكس البورصة المصرية التى لم تستفد من هذا الصعود. وتوقع عبد القوى أن تشهد البورصة المصرية الأيام المقبلة ارتفاعات قوية فى الأيام المتبقية من العام الحالى، وذلك بسبب تسويات نهاية العام التى تقوم بها محافظ الصناديق والمؤسسات الاستثمارية التى يجب أن ترفع فيها قيم محافظها فى ختام العام. ورأى أن تسويات مديونيات العملاء الأفراد لشركات الواسطة ربما لا تشكل ضغطا على السوق نظرا لأن شرائح عديدة من المستثمرين الأفراد لا يزالون يحتفظون بسيولة كبيرة فى محافظهم بسبب عدم استقرار السوق. وقال إن إتمام صفقة بيع "موبينيل" سيؤدى إلى ضخ ما يقرب من 9 مليارات جنيه سيولة إضافية إلى السوق، حيث تمثل هذه القيمة حصة المستثمرين الأفراد والصناديق الاستثمارية، بما يعنى أنه سيتم إعادة تدوير وتوزيع هذه المبالغ فى عمليات شراء الأسهم من جديد بما سيخلق قوة شرائية تساعد على تعافى السوق.