تقدمت "رابطة مكافحة التشهير ضد اليهود"، الأمريكية بخطاب للرئيس مبارك، ونظيره الأمريكى باراك أوباما، احتجاجاً على ما وصفته بتجاوزات الصحف المصرية بحق اليهود وإسرائيل. ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن الرابطة زعمت أن وسائل الإعلام المصرية معادية ومناهضة للسامية، مما يؤدى إلى زيادة المشاعر المعادية لإسرائيل ولليهود بصفة عامة. وأضافت الصحيفة أن التقرير ينبه الرئيس الأمريكى بأن مصر لا يمكن أن تكون رائدة فى مجال تحسين العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، وذلك لزيادة معادة السامية عبر وسائل إعلامها. ونقلت الصحيفة عن مدير الرابطة "أبراهام فوكسمان" قوله: "إن هذه المظاهر المزعجة للمواقف المناهضة لليهودية تقوض المحاولات التى تقوم بها الإدارة الأمريكية لتحسين العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين فى العالم عن طريق مصر والتى ألقى بها خطابه الشهير للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة". وأضاف فوكسمان أنه علاوة على ذلك فإن الصحافة المعادية لإسرائيل – فى إشارة للصحف المصرية- وعدم اتخاذ الحكومة المصرية الحالية أى تحركات ضدها لمنعها من ذلك، تشكل عقبة رئيسية أمام رؤية أوباما لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية". وقالت جيزواليم بوست إن الصحف اليومية المصرية بالإضافة لبرامج التلفزيون دائما تصور اليهود بأنهم "خنفى" الأنف ومتعطشين إلى المال والقتل من أجل السيطرة على العالم". وأضافت الصحيفة أن التقرير سلط الضوء على 58 رسما كاريكاتيريا من الصحف المصرية الرئيسية، بما فيها الصحف الناطقة بلسان حال الدولة كالأهرام والجمهورية وأخبار اليوم، تصور اليهود والإسرائيليين بطريقة معادية للسامية، بل إن الرسومات تشمل أيضا صورا مسيئة للمحرقة اليهودية والصليب المقلوب رمز النازية. ويعرض التقرير أيضا وفقا للصحيفة الإسرائيلية مقتطفات من مقالات فى الصحافة المصرية بدعوى أن الشباب الأمريكيين والإسرائيليين دائما يغتصبون الفتيات العراقية والفلسطينية وأن إسرائيل تعمل على تلويث مياه الشرب للفلسطينيين، وأن اليهود يسيطرون على وسائل الإعلام الأمريكية. وقالت الرابطة فى تقريرها أيضا إن الحكومة المصرية نفسها تعمل على ترسيخ هذا المفهوم المعادى للسامية عندما منعت وفدا طبيا إسرائيليا متخصصا فى علاج سرطان الثدى من دخول مصر فى المؤتمر الدولى الذى عقد فى شهر أكتوبر الماضى. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الرابطة أرسلت رسالة إلى الرئيس مبارك أرفقت بالتقرير، منتقدة فيها عدم وجود إدانة واستهجان من قبل القيادة السياسية لما تعرضه وسائل الإعلام من إجراءات معادية للسامية. ونصت الرسالة على ما يلى: "فى مناسبات عديدة التقى مسئولون من رابطة مكافحة التشهير ضد اليهود معكم، ومع أعضاء حكومتكم لحث القيادة المصرية فى التحدث علنا عن مثل هذه التجاوازات والعبارات المعادية للسامية عبر وسائل الإعلام، وأن تشويه صورة اليهود داخل المجتمع المصرى هو أمر غير مقبول". وقالت الصحيفة إنه حتى الآن لم يرد الرئيس مبارك ولا الرئيس أوباما على التقرير الذى تم إرساله لهما.
