تعاقبت ردود الأفعال للتفجير الذى وقع فى بيروت اليوم وراح ضحيته (حسب آخر التقارير الطبية) خمسة قتلى أهمهم- والأكثر ترجيحا أنه المستهدف بالتفجير- النقيب وسام عيد المسئول البارز فى الجهاز الأمنى. وقد أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى الانفجار وحذر من انزلاق لبنان إلى الهاوية من جراء الفشل فى التوصل إلى توافق لبنانى حول الاستحقاق الرئاسى الذى تأخر كثيرا. وحث موسى الأطراف اللبنانية على التعجيل بالوصول إلى توافق حول مبادرة الجامعة العربية، التي تراعى حقوق كل الأطراف، مؤكدا أن المبادرة العربية تكفل خروج لبنان من هذه الأزمة الخطيرة، التي لا تهدد استقراره فحسب وإنما بقاءه أيضا . وأدان البيت الابيض أيضا الاعتداء بشدة وندد بما أسماه "المحاولة الجديدة لتاخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، متجنبا في الوقت نفسه اتهام سوريا. كما أدان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط التفجير محذرا من ان اي طرف يخطئ اذا تصور ان الاغتيالات يمكن ان تحسم الازمة السياسية في لبنان لصالحه. وقال ابو الغيط في بيان للخارجية المصرية ان حملة الاغتيالات التى يشهدها لبنان باتت امرا لا يمكن القبول به ولا يصح السكوت عنه. واضاف إن تصور البعض ان الاغتيالات يمكن ان تحسم تسوية الازمة الحالية لصالحه فهو مخطئ ولن تؤدي الاغتيالات إلا الى المزيد من الاصرار العربي والدولي على انهائها. وفى غضون ذلك أدان حسين حاج حسن النائب عن حزب الله فى البرلمان اللبنانى التفجير مؤكدا أن أعداء لبنان هم المستفيدون الوحيدون منه. وطالب حسن فى تصريح خاص لراديو هيئة الإذاعة البريطانية " بى بى سى " بالكشف ولو لمرة واحدة عن الفاعلين والمحرضين والمنفذين للهجمات التى تشهدها لبنان ومحاسبتهم سياسيا وقانونيا". ووصف اتهامات الأغلبية للمعارضة بأنها ربما تقف وراء مثل هذه التفجيرات لإثارة الفوضى فى المجتمع اللبنانى بأنها إتهامات "جائرة وسخيفة"، مؤكدا أنها لا تستند إلى العقل أو المنطق أو التحقيق . وأضاف أن " هذه الاتهامات جاهزة ومعلبة تطلقها بعض الأطراف الخبيثة من أجل الاستفادة السياسية على حساب دما وحياة الأبرياء"، محذرا من أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التأزم على الساحة السياسية إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسى قائم على مبدأ الشراكة بين جميع القوى السياسية . وعلى جانب آخر عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جلسة مباحثات اليوم مع رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة. وقد تناولت المباحثات الأزمة الحالية فى لبنان والدور العربى الذى تقوم به جامعة الدول العربية فى هذا الشأن . وفى رد فعل لبعض أقارب النقيب وسام عيد ذكرت قناة العربية أن مئات الأشخاص أغلقوا بالإطارات المشتعلة الطريق الرئيسى، الذي يربط مدينة طرابلس -بشمال لبنان- مع سوريا، على أثر اغتيال النقيب وأنهم أحرقوا إطارات تعبيرا عن الغضب وأغلقوا الطريق في الاتجاهين.