"الفاو": حماية التراث الزراعى يحقق الاستدامة والأمن الغذائى

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ""FAO أن ستة نظم زراعية تقليدية فى الصين وإيران وكوريا الجنوبية، تعرف بخصائصها الفريدة ونُهجُها المستدامة، هى ذات أهمية على الصعيد العالمى باعتبارها نظما تراثا زراعيا للشعوب الأصلية يحقق الاستدامة والأمن الغذائى.
وأضافت فى بيان لها "تتضمن هذه النماذج شبكة مروية من المزارع يعود عمرها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة فى إيران؛ ونظاما يمتد 22 ألف كيلومتر من الجدران الحجرية التى بنيت من الصخور البركانية فى كوريا الجنوبية؛ ونظماً إيكولوجية فريدة للرى والزراعة المستدامة فى الصين مع مزارع تاريخية لنظم الياسمين والشاى الثقافية".
وقالت الخبيرة ماريا هيلينا سيميدو، نائب المدير العام منسق منظمة "فاو" لشئون الموارد الطبيعية، إن نظم التراث الزراعى للشعوب الأصلية ذات الأهمية على الصعيد العالمى تطورت رويداً على مدى قرون، بالاستفادة من الخبرات المتراكمة للمجتمعات الريفية والشعوب الأصلية فى جميع أنحاء العالم، مضيفة أن من الملائم للغاية الإقرار اليوم بهذه النظم خلال السنة الدولية للزراعة الأسرية فى عام 2014.
وأوضحت أنه "إلى جانب توفير سلع وخدمات متعددة، ومورد غذاء، وأمن لسبل المعيشة قادت نظم الشعوب الأصلية فعلياً إلى صون جانب كبير من التنوع البيولوجى الزراعى وحِفظ النظم الإيكولوجية ذات الاستجابة المرنة، وكذلك المناظر الطبيعية الفائقة، وتراثاً ثقافياً بالغ القيمة".
وانطلقت مبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية "GIAHS" على يد منظمة "فاو"، فى عام 2002 خلال مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة فى جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا.
وباشرت المنظمة لاحقاً تطبيق برامج رائدة لنماذج نظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، فى ستة بلدان هى الجزائر، وتونس، وشيلى، والصين، وبيرو، والفلبين، بدءاً من عام 2005.
وفى غضون اجتماع دام يومين، أفاد المشاركون بتجاربهم الرائدة ودروسهم المستفادة من الأنشطة المطبقة على المستويات المحلية والقطرية، فى جملة من التدخلات شملت بناء القدرات والدعوة للقضية فى مجال السياسات.
كما بحثت اللجنة التوجيهية لمبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، إدراج مواقع جديدة محتملة فى إطار المبادرة الدولية، وأجريت مناقشات مستفيضة حول كيفيات مواصلة تطوير الجهود فى إطار نظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية، وتطوير برامج عملها وتوسعة مواقعها، ضماناً لتهيئة صوّنية دينامية الطابع للنظم الزراعية الفريدة من نوعها فى جميع أنحاء العالم.
وتحصل أنشطة مبادرة الشراكة لنظم التراث الزراعية ذات الأهمية العالمية الجارية بالاشتراك مع الحكومات والمجتمعات المحلية، على دعم عبر برامج المنظمة والمنح المقدمة من مرفق البيئة العالم "GEF"، والصندوق الدولى للتنمية الزراعية "IFAD"، وحكومة ألمانيا وغيرهم من الشركاء.