اتضح بما لا يدع مجالا لأى شك أن الجزائريين ذهبوا إلى الخرطوم ليس فقط ليشجعوا فريقهم، ولكن لينتقموا منا، ظنا منهم أننا اعتدينا عليهم فى القاهرة، وأننا قتلنا 13 مشجعا منهم، حسبما نشرت الصحيفة الجزائرية المغرضة، ولم يكذب الخبر سفيرهم المريب عندنا إلا بعد مرور ثلاثة أيام، وبعد أن امتلأت النفوس بالغل والحقد والرغبة فى الانتقام.. وأخشى أن يزول إحساسنا بالذل والمهانة لما حدث لنا فى الخرطوم مع مرور الوقت، وأن نفرغ شحنتنا الغاضبة فى الاتصالات التليفونية الغاضبة الباكية بأصحاب البرامج الذين كانوا سببا مباشرا فى الأزمة بكلامهم غير المسئول قبل مباراة الجزائر الثانية، وتحريضهم السافر للجمهور على التحرش بالجزائريين فى بلدنا، وهو ما كان له أبعد الأثر فى حقن النفوس هنا وهناك بالشر والكراهية، وأخشى أن ينتهى الأمر عند تلك الإجراءات العاجزة من انسحاب من اتحاد شمال أفريقيا لأن رئيسه هو رئيس اتحاد كرة القدم الجزائرى، أو التهديد بتجميد أنشطة الكرة فى مصر لمدة عامين، وكأننا نعاقب أنفسنا، ونعاقب الملايين الذين يعشقون هذه اللعبة.. وأخشى أن يشغلنا أمر آخر بعد يوم أو يومين، أسبوع أو أسبوعين فندخل فى دوامة جديدة، وننسى ثأرنا لدى الإخوة الجزائريين الذين كشفوا سريرة أنفسهم، وأظهروا ما يخفونه تجاهنا من حقد وكراهية دفينة، وإحساس بالدونية والغيرة.. والحقيقة أن الفرصة لا تزال سانحة لرد الاعتبار والعين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم.. وإذا كانوا قد أرسلوا إلى الخرطوم مجرمين وبلطجية ورد سجون ليضربوا جمهورنا ويطاردوه فى الشوارع ويجبروه على الاختفاء فى الأزقة والبيوت.. فلدينا فرصة لمعاملتهم بالمثل فى أنجولا، حيث ستقام نهائيات كأس الأمم الأفريقية العام المقبل، ويمكن أن نرسل لتشجيع فريقنا هذه المرة جمهورا يستطيع الدفاع عن نفسه، لا فنانين ومذيعات وشباب لطيف ورقيق ومهذب يجرى من طوبة، ويخاف من رعديد جبان يحمل سكين أو مطواة، وإذا كانوا هم الذين فرضوا علينا هذا فلا حيلة لنا ولا مفر أمامنا سوى أن نثبت لهم أننا كما علمناهم التحضر والاستنارة، فنحن أيضا الذين نستطيع أن نشفيهم من الغل والهمجية.. وموعدنا فى أنجولا!