تضاربت أقوال عدد من النقاد حول الأسماء المرشحة لجائزة البوكر العربية فى دورتها الثالثة 2010، حيث وصفها البعض بأنها لا تمثل الساحة الثقافية المصرية فى الفترة الراهنة، فى حين أنه تم استبعاد أعمال أكثر منها قوة واقدر على المنافسة، وأشار آخرون أن الأعمال المرشحة تستحق الفوز، لكنها تقليدية ولا تخرج عن القالب النمطى للكتابة. قال الناقد طاهر البربرى إن جائزة البوكر العربية بدأت فى دورتيها الأولى والثانية بشكل قوى، محاولة بشكل جاد أن تبرز أسماء حقيقية على الساحة الإبداعية، ولكن سرعان ما تراجع هذا الحماس وكثرت بها الأعمال المشبوهة غير النظيفة، مشيرا إن إلى تحايل سيحدث من جانب اللجنة لمنح الجائزة لأشخاص معينة سينكشف، لأن تلك الأعمال المرشحة مطبوعة أولا وأخيرا وفى متناول النقاد قبل القراء. وأكد على عدم رضاه عن الأسماء ال16 المرشحة للجائزة فى دورتها الثالثة، قائلا إنها غير ممثلة للمشهد الثقافى العربى، فى حين أنه تم استبعاد كثير من الروايات القوية والقادرة على المنافسة إذا ما قورنت بالأسماء المرشحة فى القائمة القصيرة مثل رواية فى كل أسبوع يوم جمعة للكاتب إبراهيم عبد المجيد، ملحمة السراسوة لأحمد صبرى أبو الفتوح، ورواية أبناء الجبلاوى للروائى إبراهيم الفرغلى، كما أن الإشاعات التى ترددت، مؤخرا بفوز الكاتبة اللبنانية علوية صبح بجائزة هذه الدورة دليل على انحياز لجنة التحكيم وغلبة طابع المجاملة. وأضاف "رواية علوية" اسمه الغرام "تبدأها بمشاهد جنسية جريئة ويغلب عليها فلسلفه "الاستمناء" فى مقابل تجنب أعمال أكثر قيمة، ولابد من التخلص من أمراض السمسرة والعلاقات الشخصية التى تحكم المشهد الثقافة، كما خسرت البوكر البريطانية الكثير لاقتران اسمها بالبوكر العربية". وقال الناقد سيد الوكيل إن جائزة البوكر شأنها شأن أى جائزة ولا تستحق تلك الزوبعة الإعلامية التى تسلط عليها فى كل دورة، ولا يصح أن نعطيها كل هذا الاهتمام، لأنها محكومة بحسابات جغرافية وسياسية، مشيرا إلى أن العمل الفائز لا يشترط أن يكون الأفضل، لأن الأمر يرجع فى المقام الأول للجنة التحكيم ورؤيتها لمدى ملائمة العمل للتغيرات الاجتماعية. وأضاف عندما قرأت رواية منصورة فكرت إنها تستحق أن ترشح للجائزة، لكنى أعيب على لجنة التحكيم دائما أنها تحاول أن ترسخ نمطا معينا للكتابة الأدبية وتستبعد تماما الأعمال التى تخرج عن المألوف فكاتب، مثل إبراهيم عبد المجيد يستحق أكثر من جائزة، ولكن الأمر كله محكوم باعتبارات معينة وعلينا ألا نتورط فى أحكام نسبية وننقى أى الأعمال أفضل وأيها أقل ونكون أكثر نضجا فى التعامل مع هذا الشكل من الجوائز الأدبية". وأكد الناقد الدكتور محمود الضبع أن عملية الترشيح لأى جائزة لا تخضع لقيمة العمل المقدم بل لشهرته الإعلامية وقد نجد العديد من الأعمال المرشحة، بل والفائزة لم تقرأ من قبل لجنة التحكيم، لذلك لم يكن المعيار الفنى هو الأساس فى المسابقة، وهذا ما يبرر دخول أسماء لا ترقى للجائزة واستبعاد أسماء أخرى أكثر منها قيمة. وأضاف "أصبح المشهد الثقافى العربى مرتبطا بالحصول على جوائز فلم نسمع عن نجيب محفوظ أو نقرأ له إلا بعد حصوله على جائزة، وكذلك يوسف زيدان، وبهاء طاهر، وهذا يستدعى أن نفكر جديا هل ثقافتنا العربية ستقع فى هذا المأزق وتجعلنا نميز بين كاتب وآخر من خلال عدد الجوائز التى حصدها". أما فيما تردد من شائعات عن فوز الكاتبة اللبنانية علوية صبح بجائزة هذا العام بفضل علاقتها الشخصية قال "مسألة الحصول عن طريق علاقات خاصة قديمة ولا أبرئ أحد منها ولا اتهم أحد بعينه، وكلنا نعلم ولا نعلن أسماء هؤلاء، وكثير من الأسماء مشكوك فى أمرها وحصولها على الجوائز أو حتى شهادات علمية، وأصبح الفساد جزءا من حياتنا وانعدمت مسألة الشفافية غير موجودة".