تواصل صحيفة "الجارديان" البريطانية الاهتمام بقرار رئيس الحكومة البريطانية، التحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان المسلمين فى بريطانيا، وصلاتها بالتطرف والعنف، واستمرت الصحيفة فى انتقاد القرار والخطوة والدفاع عن الجماعة، محذرة من أن هذا التحقيق قد يأتى بنتائج عكسية. وأشارت الصحيفة إلى رد الإخوان على التحقيق الذى سيجريه داوننج ستريت، وتهديدها لمقاضاة الحكومة البريطانية لو حاولت تقييد أنشطتها.. وأوضحت الصحيفة أن الإخوان قد عينوا المدير السابق للنيابات العامة فى بريطانيا اللورد ماكدونالد، لمساعدتهم فى هذه القضية. وقالت الجماعة فى بيان إنها "منظمة سلمية وقانونية لا تنخرط ولا تروج لأعمال العنف لتحقيق أهدافها، وتنوى التواصل بشكل معلن مع تحقيق الحكومة البريطانية وستقدم المساعدة"، لكنها هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد أى محاولة غير لائقة لتقييد نشاطها. وأوضحت الصحيفة أن البيان جاء بعد 24 ساعة من إعلان كاميرون عن التحقيق.. وأضاف البيان الصادر عن الإخوان من خلال محاميها فى بريطانيا فى شركة ITN"" إنه من المهم ألا تخضع الحكومة البريطانية لضغوط من دول أجنبية تشعر بالقلق من سعى شعوبها إلى الديمقراطية.. وشكك البيان فى مشاركة السفير البريطانى فى السعودية فى إجراء التحقيق، ومدى تأثيره على استقلاليته. وقال الإخوان إنهم يرحبون بالفرصة من أجل فهم أفضل لأهداف، ووسائل الإخوان، وكيف تنوى إعادة مصر إلى الديمقراطية والمدنية. كما حثت الجماعة الحكومة البريطانية على الأخذ فى الاعتبار ما أسمته الانتهاكات الحقوقية الخطيرة التى يرتكبها النظام العسكرى فى مصر، وحذرت لندن بأنه "لا ينبغى لها أن تسمح بأن يكون التحقيق تأييدا للأعمال الإجرامية التى لا تزال ترتكب ضد شعب مصر". من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن كاميرون سيندم على دعوته لإجراء التحقيق، واصفة الخطوة بأنها انتهازية وستأتى بردود فعل عكسية ضده. وقالت إن مشاركة السفير البريطانى فى السعودية جون جينكز يثير الشكوك حول دور المملكة فى التأثير على حسابات كاميرون، على الرغم من إعلان الخارجية البريطانية أن اختيار جينكز ليس له علاقة بمهمته فى السعودية، وإنما لكونه أحد أبرز المختصين بالشئون العربية. ودافعت الصحيفة عن الإخوان، وقالت إنها حركة كبيرة للغاية ولديها "ملايين" الأتباع فى جميع أنحاء العالم، ليس فقط فى مصر بل فى جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، وأظهرت قدرتها على الفوز بالسلطة السياسية بما فى ذلك الرئاسة. وتابعت الجارديان قائلة إنه لو كان بعض المنفيين من الإخوان يخططون للانتقام الآن أو كيفية العودة، فإن هذا ليس مفاجئا، وبالتأكيد قوانين مكافحة الإرهاب البريطانية قادرة على التعامل مع أى حالات محددة، فلماذا إذن التحقيق فى قيم وفلسفة حركة كبيرة. واعتبرت الصحيفة أن كاميرون صنع فخا لنفسه، فلو وجد التحقيق أسسا لحظر الإخوان، فإنه سينفر الملايين الذين لم يتبنوا العنف فى المقام الأول، على حد قولها، ولو توصل إلى عدم وجود إشكالية فى قيم وفلسفة الإخوان، فإن السعودية لن يتم إرضاؤها، وسيبدو الأمر كله كمهزلة.
