كان الليل يطارد النهار والشمس توشك على المغيب الرأس تعبث به أفكار والشعر قد خطّه المشيب والعمر يوشك على الإبحار وكاد القلب يتوقف عن الخفقان ليعيش على ذكرى ما قد كان حتى بزغت فاتنة الأكوان فخطف بريقها الأبصار وانحنى الشيب بإكبار فمن أين أتت فاتنة الأكوان عقد هى من زمرد ومرجان وباقة من ورود وريحان كأيقونة أبدعتها يدا فنان فأودعها مابحوزته من ابتكار لها عيون تشع بالحنان وخصال يشار لها بالبنان رقة صامدة كالبنيان غامضة فى بعض الأحيان كمحار يخفى لآلئ فى البحار جبينها عالى، يحلق فى الأعالى بشموخ وتعالى على غابة الإنسان شعرها مسترسل طويل تثيره موجات النسيم العليل فيسرى فى ليل يرخى الأستار ليوقظ السكارى من خمر عشقها ويهدى الحيارى فى درب حبها إلى طريق معد بإتقان وليس للعاشق من خيار فأين كانت فاتنة الأكوان كيف دخلت القلب بلا استئذان ورسمت قصيدة بلا عنوان فالعنوان كتبته بشفتيها بأبدع بيان لديها على أجمل صفحة فى عمر الولهان وترنمت بأنشودة لم تسمع بها الآذان قلما يجود بمثلها الزمان ويكفى من الدنيا كلها أن تملك قلب من تحبها ولو لفترة من الزمان