ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن فضائح التجسس المتتالية أجبرت الولاياتالمتحدة على اتخاذ قرار تاريخى، بالتخلى عن السيطرة على ملف منظمة "الآيكان"، المسئولة عن كافة أسماء وعناوين جميع النطاقات على شبكة الإنترنت. وذكرت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، أن هذه الخطوة تأتى فى أعقاب تسريبات وكالة الأمن القومى الأمريكية الأخيرة، والتى كشفت عن فضائح الإدارة الأمريكية، بأن الوكالة تعمل على إضعاف معايير التشفير، والقيام بالهجوم المتعدد على البروتوكولات الخاصة بتأمين شبكة الإنترنت. ونتيجة لذلك، دعت معظم الدول أن تتخلى الولاياتالمتحدة عن دورها فى الرقابة على الإنترنت بصورة تامة. وأشارت الصحيفة إلى بدء الولاياتالمتحدة لمرحلة انتقالية فى عام 1997، والتى كانت تهدف إلى خصخصة "آيكان" فى نهاية المطاف، وهى الهيئة المختصة بتعيين عناوين الإنترنت، ومع ذلك، التغير فى المزاج السياسى فى واشنطن على إثر هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، ترك الهيئة للمعاقبة من قبل وزارة التجارة الأمريكية. ونقلت "فاينانشال تايمز" عن ميلتون مولر، وهو أستاذ فى جامعة سيراكيوز، طرحه اقتراحًا عن وسيلة من شأنها أن تسلم الولاياتالمتحدة سلطتها فى الإشراف على شبكة الإنترنت لهيئة دولية، بعد أن وعدت الولاياتالمتحدة بالتخلى عن دورها المتميز فى الإشراف عنها. وقال مولر "التسريبات الخاصة بسنودن مرتبطة بذلك، على الرغم من أن تجسس وكالة الأمن القومى لا علاقة له ب"آيكان". ولففت الصحيفة إلى ما يعرف باسم بيان "مونتيفيديو"، والذى حذرت فيه مجموعة نشطاء من "تقويض الثقة والاطمئنان لمستخدمى الإنترنت على مستوى العالم بسبب ما كشف عنه مؤخرا من الرصد والمراقبة المنتشرة"، الأمر الذى من شأنه أن يزيد من مخاطر أن الإنترنت سيتفتت إلى شبكات وطنية منفصلة. جدير بالذكر، تم تأسيس هيئة الآيكان فى عام 1998 كمنظمة تابعة للحكومة، ومسئولة عن الحفاظ على تنظيم شبكة الويب، لكنها فى السنوات الأخيرة، اتخذت عدة خطوات للابتعاد عن سيطرة الحكومة. وقبل التغييرات الأخيرة، كانت وزارة التجارة الأمريكية أحد أعضاء المجلس الاستشارى للمجموعة، في حين أن الآن يبدو أن الآيكان ابتعدت تمامًا عن الرقابة الحكومية؛ لتعمل كمنظمة مستقلة فى المستقبل القريب.