ذكر تقرير إخبارى، اليوم الثلاثاء، أن قطاع الصادرات النرويجى بدأ يعانى من تأثير ثروة البلاد بشكل يجعله أقل قدرة على المنافسة العالمية. وقالت وكالة أنباء بلومبرج الاقتصادية الأمريكية فى تقرير لها إن رئيسة الوزراء النرويجية إيرنا سولبرج إن أغنى دولة فى منطقة شمال أوروبا يجب الآن أن تكبح بنود الإنفاق فى الميزانية من أجل وقف تآكل قدرتها التنافسية فى مجال التجارة. وقالت سولبرج فى مؤتمر صحفى عقد فى شمال أوسلو الليلة الماضية إنه "طالما أن القدرة على المنافسة هى مشكلة بالنسبة للشركات النرويجية، فمن المهم ألا يتم استخدام الكثير من الأموال فوق الميزانية". وتبذل النرويج جهودا مستميتة من أجل تنشيط النمو، يساعدها فى ذلك صندوق للثروة السيادية بقيمة 850 مليار دولار بعدما تسببت الأجور التى تتجاوز المتوسط السائد فى أوروبا فى إعاقة النمو الاقتصادى وشطب وظائف فى بلد يعرف بأنه واحد من الدول صاحبة أقل معدلات للبطالة فى أوروبا. ووفقا لبلومبرج، ذكرت حكومة سولبرج أمس، أن نسبة الأشخاص العاطلين من القوة العاملة سترتفع إلى 3.75% فى عام 2015، وبلغ ذلك المعدل 3.5% فى ديسمبر فى أحدث مسح صادر عن وكالة قوة العمل النرويجية. وأضافت بلومبرج أن الأجور فى القطاع التصنيعى فى أكبر دولة اسكندنافية منتجة للنفط والغاز هى الأعلى بين 33 دولة وفقا لوزارة العمل الأمريكية. ومع بلوغ متوسط الأجر حوالى 64.15 دولار فى الساعة، يحصل العامل بالقطاع الصناعى فى النرويج على زيادة نسبتها 35% عما يحصل عليه نظيره فى ألمانيا وزيادة نسبتها 80% عما يحصل عليه فى الولاياتالمتحدة. وتلقى الشركات النرويجية بما فيها شركة "نورسك هايدرو أيه إس أيه" بلائمة زيادة تكلفة صادرات البلاد على ارتفاع الكرون خلال أزمة الديون الأوروبية. وتسببت التكاليف العالية فى دفع الشركات الأصغر إلى الهروب خارج النرويج مثل شركة شتوكى المتخصصة فى تصنيع المقاعد المرتفعة الشهيرة للأطفال "تريب تراب" إذ وافقت العام الماضى على أن تباع إلى شركة استثمارية من كوريا الجنوبية. من جانبه، قال وزير المالية سيف ينسن فى مقابلة مع هيئة الإذاعة النرويجية "إن آر كيه": "أعتقد أن من المحتمل أن نشهد استخدام المزيد من أموال النفط فى ميزانية العام القادم". ومع ذلك، تحذر كل من الحكومة والبنك المركزى النرويجى المصدرين من عدم الاعتماد على سعر صرف ضعيف لمساعدتهم فى تعزيز قدرتهم التنافسية. وقالت سولبرج إنه "من الصعب جدا فى الأشهر الستة السابقة على وضع الميزانية معرفة الأداء الذى ستكون عليه العملة، من المهم بالنسبة لنا الآن أن نكون متحفظين فى وجهة نظرنا". وعلى الرغم من أن الكرون انخفض بنسبة 11% أمام اليورو العام الماضى، فلا تزال قيمته مبالغ فيها بنسبة 27% وفقا لمؤشر قوة الشراء الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، وذلك بحسب وكالة بلومبرج.