سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصطفى الفقى: حكام قطر اتجهوا إلى خطط غير مدروسة واستمعوا لتوجيهات الغرب.. والدوحة أصبحت الشريك المخالف وتتبع نظرية "خالف تعرف".. وأرى ترشح "المشير" ليس فى صالحه ولكن لمصلحة مصر
قال المفكر السياسى مصطفى الفقى، إن قرار السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائها من دولة قطر، جاء بسبب مواقفها الغريبة تجاه ما يحدث فى مصر وبعض الدول العربية، مضيفاً: "حكام قطر اتجهوا إلى خطط غير مدروسة واستمعوا لتوجيهات الغرب". وأضاف خلال حواره للإعلامية لبنى عسل على قناة الحياة: "دولة قطر تستخدم قناة الجزيرة لإشاعة الأكاذيب، ونشر دورها، فأصبحت خارج السرب العربى بعد السماع للشريك الأكبر فى الجزيرة، وهى إسرائيل". وقال الفقى إن شيوخ قطر صوروا لشعبهم أن مصر عدو لهم، ودعوا إلى الحقد والكراهية ضد القاهرة، مشيراً إلى أنه كان يتوقع أن العداء القطرى لمصر، بسبب الرئيس المخلوع "مبارك"، ولكن الأيام أثبتت أنه "حقد". وتابع: "سحب السفراء من دولة قطر له أسباب خاصة بمجلس التعاون الخليجى، ولكنه ليس السبب الوحيد، وما تسعى إليه قطر هو "الشو والإعلان" عن نفسها، فأصبحت الشريك المخالف وتتبع نظرية "خالف تعرف". واستطرد: قطر لم يكن لها دور فى اختيار نبيل العربى أمينًا لجامعة الدول العربية، ورفض حكامها، أن يكون المنصب من نصيب مصر، وحاولوا تدويره، لافتا إلى أن موقف المجلس العسكرى إبان حكمه فى الفترة الانتقالية برئاسة "المشير طنطاوى" كان ضعيفا وأضعف المصريين تجاه العرب. وأشار المفكر السياسى إلى أن السعودية والبحرين والإمارات رأوا أن قطر انحرفت عن طريق المعهود لدول الخليج، وأن التحول القطرى ضد مصر كان سبباً فى رفض دول التعاون الخليجى للموقف. وفى سياق منفصل، قال "الفقى" إن جماعة الإخوان المسلمين هى الأم الشرعية لكل الحركات والجماعات الإسلامية فى الدول العربية، ولذلك توهمت أمريكا أن "الإخوان" قادرة على حماية مصالحها فى الشرق الأوسط، والسيطرة على كافة الحركات فى العالم العربى. ولفت إلى أن دولة قطر تبنت أفكار جماعة الإخوان المسلمين لتوهمهم أن مشروعات الجماعة تخدم دولتهم، مؤكداً أن الأسرة الحاكمة فى قطر لديها صلة وروابط تاريخية بجماعة الإخوان. وناشد الفقى مؤسسات الدولة بإصدار بيان حول سحب بعض دول الخليج لسفرائها من الدوحة، وكذلك ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة تجاه قطر بسبب مواقفها المُعادية للقاهرة وتبنيها للإرهاب. أشار الكاتب والمفكر السياسى إلى أن نبيل فهمى وزير الخارجية دبلوماسى كبير ولكن مدرسته أقرب إلى الهدوء وهو يعلم ما لا أحد يعلمه عن العلاقات الخارجية المصرية، قائلاً: "لو كنت وزيرا للخارجية لكنت أشعرت العالم بمصر وبتاريخها وثقافتها". وشدد "الفقى" على أنه من الضرورى أن تلجأ مصر إلى الاتفاقيات المبرمة بينها وبين إسرائيل، لمنعها من دعم وتمويل سد النهضة الإثيوبى، لافتا إلى أن سبب إنشاء السد سياسى و"كيدى" تجاه مصر على حد قوله. وتابع المفكر السياسى قائلاً: إن أكثر ما كان يقلقنى من تولى الإخوان للحكم فى مصر هو تسريب معلومات أمنية عن الأمن القومى لمصر للتنظيم الدولى لهم وهذا ما حدث، ومشكلتهم كانت عدم الشعور بالوطن، واتفاق حماس مع إسرائيل برعاية الإخوان "كارثة" تاريخية كبيرة. وقال المفكر السياسى، إن جماعة الإخوان المسلمين الآن تلعب فى وقتها الأخير بعد ثورة 30 يونيو العظيمة التى أنقذت كافة المصريين، متوقعاً أن تستمر الجماعة فى استخدام العنف لأعوام قادمة من حرق وقتل وتعطيل لمصالح المواطنين ومحاولة إسقاط الدولة بعد عزل الجماعة من الشعب. وشدد الفقى على ضرورة أن تتصالح الدولة مع من لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين، لأنهم أبناء الشعب، ولكن أفكارهم انتحارية وتقضى على فكرة المصالحة، وعن موقف المشير عبد الفتاح السيسى من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة قال "الفقى"، إن حديث المشير أمس بالكلية الحربية يؤكد أنه قرر الترشح، مضيفاً: "على المستوى الشخصى ترشح "المشير" ليس فى صالحه، ولكن لتحقيق مصلحة مصر من الأفضل له الترشح". وأضاف المفكر السياسى، أن من حق "السيسى" الترشح بعد "خلع" البدلة العسكرية وعليه ألا يكثف الدعايا الانتخابية له سوء من الإعلام أو من المؤيدين، لأن ذلك يؤدى إلى قلة شعبيته وعليه الاستعانة بأكثر فئة من الخبرات، متابعاً: "الرئيس القادم لمصر سيواجه ركاما ضخما من المشكلات". وأشار "الفقى" إلى أنه كان يتمنى ألا يترشح مؤسس التيار الشعبى "حمدين صباحى"، وطالب الفقى صباحى بأن يكون حذرا فى الحديث عن القوات المسلحة وعليه ألا يقع فى فخ الإخوان وطلب دعمهم، وعن ترشح الفريق سامى عنان قال: "كنت أتمنى ألا يترشح للانتخابات الرئاسية، لأن ذلك يؤدى إلى انقسام بين العسكريين، ونزاهة الانتخابات هى الفاصل الصريح". وعن رئيس الوزراء الجديد قال "الفقى" إن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب رجل "فواعلى" ونتوقع أن يتعاون مع الجميع، لتقديم تغيرات كثيرة فى مصر وتحقيق الصالح العام للمواطنين، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين أثناء حكمهم وضعوا "محلب" على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول. ومن جانبه قال الدكتور أنور عشقى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية بجدة، إن الممارسات القطرية خطر على الأمن القومى العربى وهو ما دفع خادم الحرمين إلى سحب السفير، وكذلك بسبب حرص المملكة على استقرار مصر وأمنها، مضيفاً: "استقرار مصر وأمنها يحافظ على استقرار الدول العربية كافة". وأضاف "عشقى"، أن دول الخليج أعطت الفرصة ل"قطر" لتغير موقفها ولكنها لم تستجيب، وأعتقد أن القرار القطرى غير مستقل هى غير حرة الإرادة وتتلقى توجيهات من الخارج. وأشار "عشقى" إلى أن الدولة القطرية عليها أن تتراجع عن موقفها تجاه ما تفعله مع جيرانها العرب، بسبب خوفها من التعرض للعزلة الخليجية، لافتا إلى أن الدوحة تقدم الدعم المالى واللوجستى للجماعات المسلحة فى اليمن مثل "الحوثيين" وبعض الدول العربية. وفى السياق ذاته، قال محمد الحمادى رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإمارتية سحب السفراء العرب من قطر، نتيجة منطقية من تصرفات قطر تجاه جيرانها وأشقائها العرب، مضيفاً: "سحب السفراء رسالة قوية لقطر لعلها تغير موقفها عند التدخل فى الشئون الدول العربية". وأشار "الحمادى" إلى أن دولة قطر تدعم بعض الجماعات لإشاعة الفوضى فى بعض البلاد، مشيراً إلى أن الدوحة تسير عكس الاتجاه وتلعب دورا يضر بالأمن العربى وأتوقع عدم تغير موقفها فى القريب العاجل على حد قوله.