أكدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أثناء استقبالها الرئيس اللبنانى ميشال سليمان التزام المنظمة بتعزيز التماسك الاجتماعى فى لبنان، مذكرة بالدور المحورى للتعليم فى تحقيق الاستقرار فى هذا البلد. وقالت إيرينا بوكوفا، بحسب البيان الصادر عن المنظمة ومقرها باريس اليوم الأربعاء، "نحن نقف بجانبكم فى المحاولات الرامية إلى إحلال السلام والاستقرار، وإلى تحقيق التنمية المستدامة فى لبنان"، مشيرة على وجه الخصوص إلى التحديات التى يواجهها هذا البلد إزاء التدفق الكثيف للاجئين السوريين جراء النزاع الذى طال أجله. وذكر البيان أنه بعد أن تقدم فخامة الرئيس سليمان بالشكر إلى المديرة العامة على الجهود التى تبذلها اليونسكو من خلال مكتبها الإقليمى المعنى بالتعليم فى بيروت، تحدث عن تداعيات الأزمة السورية على الأوضاع فى لبنان، مؤكداً أن "هذه الأزمة تطال الإنسانية، ومن ثم يجب العمل دون توانٍ على إيجاد حل سياسى دائم للنزاع السورى". وأكد الرئيس اللبنانى على إلتزام بلاده بالمبادئ الديمقراطية وبثراء التنوع الثقافى فيها، مطالبا بضرورة تعزيز المركز الدولى لعلوم الإنسان، فى جبيل، من أجل تحقيق السلام والديمقراطية برعاية اليونسكو. وأعرب سليمان عن تقديره لما يساهم به هذا المركز من عمل تحليلى من أجل تشجيع الحوار، ولاسيما فى المجتمعات التى تشهد أوضاع ما بعد النزاع. كما عبرت المديرة العامة لليونسكو عن بالغ قلقها إزاء تزايد الانتهاكات التى يتعرض لها التراث الثقافى فى شتى بقاع العالم، ولاسيما فى البلدان التى تشهد أوضاع النزاع، مثنية على مساهمة لبنان فى الجهود الشاملة لليونسكو الرامية إلى حماية التراث الثقافي، ولاسيما فى سوريا من خلال التعاون الدولى فى ما يتعلق بمكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الثقافية. وأشارت بوكوفا إلى الدور الأساسى الذى تضطلع به بلدان الجوار فى هذا الشأن للتصدى لاختفاء هذا التراث جراء عمليات الاتجار غير المشروعة. وشددت المديرة العامة لليونسكو على "التراث الثقافى إنما يمثل دوما أداة رئيسية لتحقيق المصالحة الوطنية وتماسك المجتمعات".