قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى إندرس فو راسموسن أمس الأحد، إن استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم يمثل تهديدًا للسلام فى أوروبا ويجب "عدم تصعيد" الموقف لكن الحلف لم يتمكن خلال محادثات طارئة فى بروكسل من الاتفاق على أى خطوات مؤثرة للرد على موسكو. وقال راسموسن قبل أن يرأس اجتماعا لسفراء الدول الأعضاء بالحلف وعددهم 28، إن الإجراءات الروسية غير مقبولة وقد تزعزع استقرار القارة. وأضاف راسموسن للصحفيين: "ما تفعله روسيا فى أوكرانيا حاليا ينتهك مبادئ ميثاق الأممالمتحدة". وأضاف: "هذا يهدد السلام والأمن فى أوروبا، يجب على روسيا أن تكف عن أنشطتها العسكرية وتهديداتها". وبعد المحادثات طالب حلف الأطلسى روسيا بإعادة قواتها إلى قواعدها والكف عن التدخل فى أى مكان آخر فى أوكرانيا. ولكن رغم التعبير عن "القلق العميق" لم يتفق حلف الأطلسى على أى إجراءات مهمة للضغط على روسيا فى الوقت الذى يبذل فيه الغرب جهودا لاتخاذ رد لا يدفع المنطقة إلى صراع عسكرى. وقال راسموسن إن على روسياوأوكرانيا طلب وساطة دولية، وقال إن أعضاء حلف الأطلسى قد يعقدون اجتماعا آخر بشأن القضية بما فى ذلك مع روسيا، ولم يرد ذكر لخفض أى تعاون مع موسكو. وقال راسموسن: "سيواصل أعضاء حلف الأطلسى دعم سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها وحق الشعب الأوكرانى فى تقرير مستقبله دون تدخل خارجى". وتسببت الأزمة فى حدوث حالة من التوتر لم تشهدها العلاقات بين روسيا والغرب منذ انهيار الاتحاد السوفييتى عام 1991، وهو حدث وصفه الرئيس الروسى فلاديمبر بوتين ذات يوم بأنه أسوأ كارثة سياسية فى القرن العشرين. ورغم الاتصال الهاتفى الذى استمر لمدة 90 دقيقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبوتين يوم السبت ومكالمات أخرى أجراها زعماء أوروبيون مع الكرملين لم تظهر روسيا أى مؤشر على التراجع عن سيطرتها الفعلية على القرم ونفوذها فى شرق أوكرانيا. وأبلغ وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى روسيا بأنها قد تواجه عقوبات، بما فى ذلك فرض حظر على تأشيرات السفر وتجميد الأصول والعزل التجارى، إذا لم تستجب وقال إن القوى العالمية الكبرى مستعدة لعزل موسكو. وسيعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى اجتماعا طارئا بشأن الأزمة غدا الاثنين، لكن ليس من المتوقع الاتفاق على أى عقوبات، وأشار دبلوماسيون إلى أنه سيكون هناك تحرك لوساطة عالية المستوى.