اهتمت صحف الإمارات الصادرة اليوم "السبت" بتطورات الأحداث فى الساحة المصرية، فى ظل تشكيل حكومة جديدة وما ينتظر مصر من استحقاقات هامة وخاصة إنجاز ملفى الانتخابات الرئاسية والبرلمان، بالإضافة إلى الدور الأمريكى فى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية واتجاه واشنطن لتمديد المفاوضات لتسعة أشهر أخرى. وقالت صحيفة (البيان) الإماراتية تحت عنوان "مصر واستحقاقات المرحلة"، فى مقالها الافتتاحى لقد ترجّل الببلاوى وطاقمه عن صهوة جواد المسئولية العظيمة، والإرث الثقيل الذى خلفته ثورتا "25 يناير"، و"30 يونيو" من تحدّيات أمنية سياسية واقتصادية لم يشهد لها التاريخ المصرى مثيلاً بشقيه القديم والحديث، واعتلت الصهوة حكومة أخرى ربّانها النشط الديناميكى ذو الخبرة الواسعة فى العمل الحكومى إبراهيم محلب. وأضافت الصحيفة أن حكومة الببلاوى بذلت ما تستطيع لإنجاز المهمة العسيرة فى لجم إرهاب الإخوان وحلفائهم من المتطرّفين وإنعاش الاقتصاد المتداعى والوفاء باستحقاقات خريطة الطريق. وأنجزت الكثير وسلّمت الراية لحكومة أخرى لتضع تحقيق الأمن على رأس أولوياتها وهذا ما يبعث رسائل التطمين للشارع المتعطّش للاستقرار. وأردفت "البيان" قائلة إن الشارع المصرى لم يدّخر جهداً ولا وقتاً فى الوقوف والتراص إلى جانب قيادته الثورية لمحاربة سرطان الإرهاب الإخوانى، وتحمّل الشعب ولا تزال محاولات خلق الفوضى والتفجيرات الإرهابية، والتصدّى لمتطرفى الإخوان وإرهابهم ومحاولاتهم بث الرعب وإسقاط الدولة، لكن الدور لم ينته والمهمة الوطنية لم تكتمل بعد إذ يقول المنطق إنّ القادم أعظم فالالتفاف مطلوب حول حكومة محلب. وشددت فى ختام افتتاحيتها على أن العرب جميعا، وعلى رأسهم دولة الإمارات يتمنون لمصر الشقيقة الكبرى النهوض والنمو والاستقرار، ويتمنون للحكومة الجديدة كل التوفيق فى مهامها الصعبة. من جانبها، قالت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "المفاوضات كهدف" إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يتجه لتمديد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" لتسعة أشهر أخرى.. هكذا قال لكنه لم يحدد السبب ولم يذكر أن "إسرائيل" وطوال أشهر المفاوضات منذ شهر يوليو والتى حدد لها مدى زمنى بتسعة أشهر كى تتوصل إلى "تسوية"، عمدت إلى تفشيل المفاوضات واستغلتها لتعزيز عمليات الاستيطان والتهويد فى مختلف مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس. و أضافت الصحيفة أن كيرى يعرف أكثر من غيره أن "إسرائيل" لا تريد أية تسوية وإن أرادت فبشروطها التى تحوِّل الفلسطينيين إلى مجموعات بشرية تعيش فى معازل يطلق عليها اسم "دولة" فاقدة لأى شكل من أشكال السيادة والحرية.. و"إسرائيل" تريد السيطرة على الأرض والحدود والسماء، وما تحت الأرض، "'دولة" منزوعة السلاح والقوة والقدرة، مقطوعة الصلة بمحيطها وشرايينها، لا يحق لأهلها أن يعودوا إلى أرضهم، ولا يحق لهذه "الدولة" أن تقطع خيطاً من دون إذن، ولا أن يكون لها مطار خاص، أو عاصمة هى القدس التى هى جزء من وجود وتاريخ وروح فلسطين وشعبها. ولفتت الصحيفة إلى أن كيرى الذى تعهد إنجاز تسوية خلال تسعة أشهر وتكاد تنتهى يريد أن يمنح "إسرائيل" مزيداً من الوقت كى تستكمل خططها الاستيطانية التوسعية لذا هو يريد تمديد المفاوضات تسعة أشهر أخرى، وإبقاء السلطة الفلسطينية معلقة على حبل المفاوضات، ولأن كيرى وإدارته يشاركان "إسرائيل" فى رؤيتها للتسوية، ويمارسان من أجل ذلك شتى الضغوط على الفلسطينيين، ولأن الوضع العربى ومعه الوضع الفلسطينى فى أسوأ حالاته من الانقسام والضعف والهوان، فلا بأس أن تكون المفاوضات كمفاوضات هى الهدف النهائى. وخلصت صحيفة الخليج إلى أن المفاوضات بلا أفق هى مطلب "إسرائيلى" وأمريكى، لأن الكيان يستثمر الوقت لفرض الأمر الواقع وتغيير معالم الديموغرافيا، مشددة على أنه على السلطة أن تتخذ قرارها وتعود إلى شعبها، فهو وحده من يقرر كيف يكون شكل الصراع فهو لم يتعب بعد ولم يصبه الوهن أو الضجر.