مرض الصفراء من الأمراض الشائعة لدى الأطفال حديثى الولادة، خاصة الأطفال المبتسرين الذين ولدوا قبل إكمال 38 أسبوعاً من الحمل الطبيعى. يقول الدكتور سعد السباعى، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة، إن إصابة الطفل بالصفراء تحدث نتيجة ارتفاع نسبة البيليروبين Bilirubin بدم الطفل، يتحول خلاله لون الجلد إلى الأصفر، وهذه المادة المسببة لمرض الصفراء هى منتج طبيعى من تكسير خلايا الدم الحمراء التى تتكسر بعد عمر 120 يوما، فينتج عن ذلك أن يصبح هيموجلوبين الدم طليقاً فيتكسر إلى مادة جلوبين ومادة الهيم، ثم يتكسر الأخير بعد ذلك إلى الحديد والبيليروبين. ويشير السباعى إلى أنه ربما تحدث الصفراء عند الولادة مباشرة، وقد تظهر بعد ذلك بعدة أيام، وذلك يعتمد على سبب حدوثها، ولكن لا يمكن اعتبار اصفرار الجلد مؤشراً لمعرفة نسبة البيليروبين فى الدم، فلابد من إجراء تحليل طبى لقياس نسبة البيليروبين فى الدم للطفل المولود حديثا. وهناك أسباب لذلك المرض عندما يكون الطفل جنينا فى بطن أمه، يقوم كبد الأم بالتخلص من البيليروبين الزائد بدم الطفل قبل الولادة، وبعد الولادة قد لا يتمكن كبد المولود من التخلص من البيليروبين الزائد بنفس الكفاءة والسرعة، فتزيد نسبة البيليروبين بدم الطفل فتسبب الصفراء. وغالبا ما يحدث ذلك فى اليوم الثانى أو الثالث من الولادة، وهى ما تعرف بالصفراء البسيطة، والصفراء البسيطة الفسيولوجية لا تحتاج إلى علاج، فهى تزول بمجرد عمل الكبد بانتظام لدى المولود، وذلك تحت إشراف الطبيب. يؤكد دكتور سعد أن هذا السبب ليس الوحيد للإصابة، وتوجد أسباب أخرى لمرض الصفراء، ولكن قد تظهر على المولود فى توقيت آخر، ويختلف عن الصفراء الطبيعية، فقد يحدث ذلك فى أول 24 ساعة من الولادة أو بعد عدة أيام من الولادة ومن هذه الأسباب: -الصفراء بسبب الرضاعة الطبيعية، ويحدث هذا النوع فى 2% فقط من حديثى الولادة، حيث يتم إفراز إنزيم معين فى لبن الأم يساعد على امتصاص الصفراء من الأمعاء، بعد أن يتم إفرازها من الكبد، ويظهر هذا النوع من الصفراء بعد ما يقرب من 7 أيام من الولادة، وقد تستمر حتى عمر 10 أسابيع، ويتم علاجها بزيادة عدد مرات الرضاعة من صدر الأم، فيسبب ذلك زيادة عدد مرات الإخراج عند الطفل، وبالتالى يتخلص الجسم من الصفراء الزائدة، وإذا لم تتحسن الحالة بذلك يمكن إعطاء المولود حليبا صناعيا بالتبادل مع لبن الأم لمدة 3 أيام، ثم العودة للرضاعة الطبيعية مجدداً. - تظهر الصفراء فى بعض الأحيان، بسبب اختلاف فصائل الدم بين الأم والطفل الرضيع، فيما يتعلق بعامل الريسيس السالب والموجب RH Factor ، حيث يسبب هذا الاختلاف تكون مضادات ضد كرات الدم الحمراء للمولود عن طريق الأم، وينتج عنها تكسير شديد فى كرات الدم الحمراء للطفل، مما يؤدى إلى ارتفاع شديد فى نسبة الصفراء، ويحدث ذلك خلال 24 ساعة من الولادة، ويتم علاجه بتعريض الطفل للأشعة البنفسجية، مما يساعد على تغيير تركيب البيليروبين، ويخرج مع البول أو البراز، أو يتم العلاج بحقن معينة بدم الطفل لتخفيض نسبة الصفراء فى الدم، وفى الحالات الشديدة يتم تغيير دم الطفل، وفى هذا الصدد توصى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بحساب عمر الطفل بالساعات، وقياس معدل ارتفاع الصفراء، وإيقاف إنتاج الأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء لدى المولود بإعطاء الأم نوعا من الجلوبيولين يسمى RH GAM بعد الولادة للوقاية من هذه المشكلة فى الولادة المقبلة. وقد تحدث الصفراء نتيجة نقص إنزيم كبدى معين عند الطفل، من مسببات الصفراء، ووجود انسداد خلقى فى القنوات الصفراوية فى الكبد، أو وجود اختلال فى وظائف الكبد مثلما يحدث نتيجة عدم النضج الكافى للكبد فى حالة الطفل المولود قبل الميعاد. وحذر "السباعى": إذا ترك مرض الصفراء بدون علاج فقد يؤدى ذلك إلى زيادة نسبة البيليروبين بدم الطفل، وفى هذه الحالة تترسب مادة البيليروبين فى الدم مسببة أضرارا للجهاز العصبى للمولود. ويطمئن دكتورالسباعى الأم، ألا تقلق إذا ما لاحظت الأعراض الخاصة بالمرض، فمعظم حالات الصفراء بسيطة للغاية، ويتم علاجها بسهولة، فإذا ما لاحظت أيا من أعراض مرض الصفراء عليك التوجه مباشرة للطبيب، ليتمكن من تحديد السبب والعلاج المناسب لحالة الطفل.